تراشق البيانات بين وزارة الصحة وهيئة مكافحة الفساد حول من له الفضل في الكشف عن قضية الاختلاسات والسرقات التي وقعت في بعض مستودعات المديرية الصحية بمحافظة الطائف جعلنا نشعر كما لو أن وزارة الصحة من بلاد ما وراء النهرين وهيئة مكافحة الفساد من بلاد الواق واق وليسا جهازين حكوميين يعملان تحت مظلة واحدة ويتبعان مرجعية واحدة! بدا الأمر كما لو أنه تسابق على أضواء الفضل، بدلا من أن يكون تسابقا على إنجاز مهمة واجبة تمليها المسؤولية الرسمية التي هي في الأصل واجب لا فضل فيه ولا منة لأحد يستشعر المسؤولية المناطة به ويدرك المهمة المكلف بها! بالنسبة لهيئة مكافحة الفساد التي تواجه ضغوطا متزايدة لبرهنة قدرتها على كشف ملفات الفساد والتصدي له بدت كما لو أنها «جابت الذيب» من ذيله، ولو تمهلت قليلا لأدركت أن للفساد مستنقعات أكبر تستحق الاحتفال أكثر من هذا المستنقع الصغير، أما وزارة الصحة التي لم يكن لبيانها الأول أي داع، فقد أحسنت صنعا بامتناعها عن الرد على بيان الهيئة الأخير تجبنا للدخول في مهاترات لن تجلب غير المزيد من سخط المجتمع وسخريته على تصارع الجهازين الحكوميين على الأضواء! فالمسألة ليست من كشف الفساد؟! بل كيف نجح الفساد في حفر جحوره وبناء أعشاشه في زوايا بعض الأجهزة الحكومية، ومتى نسمع باصطياد الجرذان الكبيرة بدلا من صخب الاحتفال باصطياد الفئران الصغيرة؟! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة