خلف الحربي - عكاظ السعودية اششش.. أخفضوا أصواتكم.. سأقول لكم سرا خطيرا، هيئة مكافحة الفساد شمرت عن ساعديها واكتشفت أدوية ولقاحات وأمصالا مسروقة من مستودعات الشؤون الصحية في إحدى المحافظات وتباع في الصيدليات والمستشفيات الخاصة، لا تسألوني ما اسم هذه المحافظة التي وقعت بها هذه الجريمة لأنني لا أعلم، ولكن الواضح من بيان الهيئة أن المحافظة تقع في إحدى المناطق داخل المملكة العربية السعودية! يا فرحتنا في هيئتنا.. فهذه الهيئة الجبارة التي كنا ننتظر أن تهوي بسيفها البتار على قلاع الفساد الكبيرة عجزت عن تسمية المحافظة التي تقع فيها مديرية للشؤون الصحية ثبت بالأدلة تورط المسؤولين فيها ببيع الأدوية والأمصال للقطاع الخاص، فبالله عليكم هل تتوقعون من هذه الهيئة الرقيقة الخجولة مناطحة الرؤوس الكبيرة؟.. أرجوكم أجيبوا على سؤالي بصدق (ولا تستحون كلنا اخوان) كي لا أعلق آمالا كبيرة على هذه الهيئة! أما عن سيناريو الكشف عن هذه الجريمة الغامضة فهو يدل على القدرات الخارقة للهيئة في تفكيك الألغاز الغامضة، فالشركة الموردة لهذه الأدوية والأمصال اكتشفت كميات موجودة في السوق لم تقم بتوزيعها وقد طبع عليها الشعار الموحد لمجلس التعاون الخليجي، فاشتكت هذه الشركة لمعالي وزير الصحة الذي قام بدوره بمخاطبة هيئة مكافحة الفساد لمتابعة هذه القضية فما كان من الهيئة إلا أن أبلغت المباحث الإدارية التي تابعت مصادر الأدوية حتى وصلت إلى الجهة التي قامت بتسريبها إلى السوق وهي مديرية الشؤون الصحية في (إحدى المحافظات)! وهذا السيناريو المثير كان يمكن تعديله بأن يقوم معالي وزير الصحة بمخاطبة المباحث الإدارية مباشرة وينتهي الأمر، ولكن ربما وجد معاليه أننا تطورنا وأصبحت لدينا هيئة لمكافحة الفساد لذلك فضل أن تتولى هذه الهيئة الوليدة القضية، وكانت النتيجة أن أخفت هيئة مكافحة الفساد اسم المحافظة ونسبت إلى نفسها إنجازا لا يستحق الذكر، وأظن أن وزارة الصحة لو اتبعت السيناريو القديم (قبل التطوير) والمتمثل في مخاطبة المباحث الإدارية مباشرة لعرفنا اسم المحافظة، فنحن نعرف على سبيل المثال أن قضية ابتلاع ميزانية حمى الضنك حدثت في جدة ونعرف كذلك أن قضية اختفاء اللقاحات قبل أكثر من عام حدثت في القنفذة، ولكن بفضل المستجدات والتطورات المتمثلة في إنشاء هيئة مستقلة لمكافحة الفساد لم يعد من حقنا أن نعرف حتى اسم المحافظة، الأفضل أن نتوقف هنا فلدي كلام كثير أود أن أقوله بهذه المناسبة العظيمة.. ولكنني أستحي!