قبل كتابتي هذا المقال تذكرت شريطا كاملا من الأحداث التجارية والاقتصادية التي عصفت واكتسحت الطبقة المتوسطة (والمطفرة) وقررت أن تكون هذه الأحداث من مكنونات الصدر من باب الإيمان بالقدر خيره وشره، لكن عند قراءتي لخبر أظنه ليس غريبا للأسف جاء في غير محله ومن غير تحليل كامل لرموز هذا الخبر وفهم مدخلاته ودهاليزه وهو التشهير بأصحاب الشيكات من غير رصيد. لم أفهم هل القصد نشر صورهم وأسمائهم في الصحف أم القصد التشهير. في ظل معطيات الميزانية الجديدة بدأت أحس أن مكافأة حافز ضاعت وسط المعمعة، وأن شهادة البكالوريوس ستظل معلقة على باب الغرفة أبد الآبدين، بيد أن لونها بدأ يتحول من البني للأسود بانتظار المكافأة, ثم التأكد من حذف الذين حشروا أنفسهم (الملقف) مع المستحقين الذين أفنوا ريعان شبابهم في الدراسة والجد وتوثيق السير الذاتية في الملفات (العلاقي). المضحك أن أغلب (الملقف) هم من يستطيعون توظيف كرة أرضية بحالها ثم تحويلها من إعانة إلى سلفة ثم السكوت نهائيا عن هذه (السلفة)، ثم رياح التغيير التي تطرأ على هذه الإعانة بشكل شبه يومي، ترى هل أصحاب الشيكات دون رصيد ومستحقو حافز والملقف بينهم رابط اسمه الانتظار. في ظل ارتفاع محموم للأسعار، خاصة للمواد الغذائية والأولية وفي ظل عزوف الكثير من الشباب عن الزواج وانتظار الوظيفة وتوثيق السير وشراء (ورق 4) واقتصار بحثهم عن مكافأة حافز لا غير، ألا نستطيع تسليط العدسة قليلا على جشع بعض التجار والشركات واستغلالهم لمن وقعوا مغبة سوء تدبير أمورهم المالية أو جهلهم بالعواقب، لنرى أن هذا المسكين يغرق في عسل هذا التاجر المسموم بعد أن يقدم له كافة الإغراءات ووعود علاء الدين، يشرب هذا المخدوع هذا العسل حتى الثمالة ويستفحل السم في جسده وقتها لا يصحو هذا الغافل إلا على ديون كالدوامة نهايتها تاجر يطالب بحقه وأولها سجن وتشهير، ألا نستطيع التقريب أكثر لنرى شركات التقسيط التي تسهل لهذا الغافل شراء السيارات وبيعها من قبل الشركة ومن ثم شطر الثمن من الراتب دون أية ضوابط أو حدود تصعب على الشخص المقسط له الحصول على الثمن إلا بعد الحصول على ضمانات تجعل التاجر يقبض حقه دون مشاكل أو دون اللجوء لحلول ملتوية تجعل الراتب ينسف عن بكرة أبيه، ونقرب العدسة أكثر على شركات التمويل والوساطة وتسديد الديون التي تنشر إعلاناتها كالشباك لتصطاد من تصطاد ومن ثم في الأخير يشهر به بعد أن تنتشي هذه الشركات بعد أن امتلأت من دم هذا المسكين، يا ترى من يحاسب هذه الشركات ويشهر بها، من يضع القوانين التي تجعلها قبل أن تستعجل وتشهر بضحاياها تكون قد نالها من الحب تشهير. لنجعل هذه المقالة منبرا لمليون تحية إلى ولاة أمورنا من يحفظون أمن واستقرار هذا البلد الآمن، مليون يد تشد على من يعبث بأمن هذا البلد الآمن، مليون وملايين الأيدي التي تحافظ على نظام هذا البلد وتكون له لبنة في بناء المستقبل المشرق بإذن الله. عائشة البقمي