بعد كل اجتياح ومجزرة ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين واللبنانيين لم يكن العرب يملكون إلا الاستنكار، لكن الآن وبعد كل الفظائع التي اقترفها الزعماء العرب الذين طالبتهم شعوبهم بشكل سلمي بالتنحي لكنهم ردوا على شعوبهم بالقصف من الجو والبر والبحر وبالقوات النظامية وشبه النظامية «بلطجية وبلاطجة وشبيحة وملحقاتهم» وهدموا المدن على رؤوسهم واقترفوا المجازر والاغتصابات الجماعية والتجويع وقطع الخدمات الأساسية وتعذيب الأطفال حتى الموت وتدنيس المقدسات ولم يبق منكر ولا فظيعة لم يقترفوها والنشرات التلفزيونية لا تعرض ولا واحد بالمائة مما يوجد على الانترنت من صور، بعد كل هذا صار هناك شعور أنه فعلا ما عاد للعرب وجه لكي يستنكروا به على الكيان الصهيوني جرائمه، فأقل شيء الإسرائيليون سيردون بالقول إنهم على الأقل لم يصلوا لدرجة أفعال الزعماء العرب بشعوبهم، وللأسف فداحة خيانة كرامة الإنسان العربي وصلت لدرجة أنه بعد نصف قرن من استغلال القضية الفلسطينية وشعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» التي لم تقم أصلا، وشعار «دول الممانعة» لقمع الشعوب وما أن صدر أول استنكار دولي للعنف ضد المتظاهرين بمصر وليبيا وسوريا حتى أدلى كل زعيم منهم بتصريح رسمي بأن زواله يشكل خطرا على إسرائيل وبقاءه ضروري لحفظ سلامتها، وخلال أشهر الثورة كانت إسرائيل مستمرة بقصف وقتل الفلسطينيين، لكن هل للجامعة العربية وجه لكي تستنكر جرائمها بينما الشاشات تمتلئ بصور وأخبار اقتراف الزعماء العرب بحق شعوبهم وهو ما يجعل الجرائم الإسرائيلية تبهت بالمقارنة؟، ماذا تفعل السلطة بالإنسان حتى يمكنه أن يرى كل قدر القتل والفظائع بشعبه ولا يتحرك فيه ساكن لإيقافها بينما الغرباء يتحركون لفعل شيء لإيقافها ؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة