إذا كان كل حاكم جماهيري يواجه معارضة شعبه له بالمدافع الثقيلة والطيران الحربي ويهدد باستعمال أسلحة لا تخطر على بال أحد كما فعل ويفعل القذافي وابنه سيف الحقد والخراب ، حتى بلغ عدد القتلى من ضحايا النظام الليبي خلال ثلاثة أسابيع نحو عشرة آلاف ضحية بينهم عدد من الأطفال الرضع والنساء وكبار السن، فماذا أبقوا للصهاينة الذين يقومون ما بين الفينة والأخرى بارتكاب مجازر تارة ضد الشعب الفلسطيني وضد الشعب اللبناني تارة أخرى، وكيف يمكن للأمة العربية إقناع العالم بجرائم الصهاينة إذا كان بعض الزعماء الجماهيريين يرتكبون جرائم أشد وأنكى ضد شعوبهم تحت مبررات وحجج شتى كما حصل لشعب العراق على مدى ثلاثين عاما مع «الشهيد» صدام حسين على سبيل المثال، وكما يمكن أن يحصل مع أي قائد يرى أن قيادته أزلية وأن أي مطالبة توجه إليه بالتنحي تستحق السحق والموت لأنه رمز الشعب والدولة، أما خصومه السياسيون فما هم إلا جرذان وطحالب وآفات لا بد من رشها بالمبيدات، وهل من حق الأمة العربية استنكار صمت دول العالم عن جرائم الصهاينة ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني، إذا كانت الأمة نفسها صامتة وهي ترى الزعيم الجماهيري يجور ضد شعبه ويعمل فيهم الرصاص والقتل إن عبروا عن رفضهم لطغيانه وفساده واضطهاده ولا يأبه بآلاف الضحايا الذين يسقطون بأيدي جلاوزة النظام، ولا بما يهلك من حرث ونسل، أو يهدم من مبان ومصانع وطرق دفع الشعب من دم قلبه وقوت يومه من أجل بنائها على مدى عشرات السنوات، فإذا به يراها حطاما بطائرات وطنه التي اشتراها هي الأخرى لتكون وسيلة دفاع عنه فإذا بها تتحول إلى وسيلة قمع وقتل وتدمير للشعب والأرض وما عليها من مبان ومنجزات! لقد اتخذ بعض الحكام من شعوبهم أعداء وتفننوا في قهرهم وتعذيبهم واستباحوا الثروات والدماء والحقوق، وبدل أن يقاتلوا أعداءهم أو على الأقل يلجموا عدوانهم ضد الضعفاء، تركوا الصهاينة يفعلون ما يحلو لهم وتفرغوا هم لقمع شعوبهم إذا ما احتجت على ظلم أو استبداد أو فساد وهل بعد هذا كله يكون لدى هذه الأمة أي أمل في أن تنتصر على الصهاينة.. وكيف يكون ذلك؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة