انتهى تفويض بعثة مراقبي الجامعة العربية في سورية البارحة، في وقت تشير تقارير الى تباين في وجهات نظر وزراء الخارجية العرب حول الخطوة التالية التي يتعين عليهم اتخاذها في اجتماعهم بعد غد في ضوء نتائج لقاء اللجنة الوزارية غدا، بينما يستعد السوريون للتظاهر اليوم في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم (جمعة معتقلي الثورة). وقال مصدر قريب من الجامعة العربية «إنهم في حيرة كبيرة.. لقد نفدت خياراتهم». وترى بعض الدول العربية أن البعثة فشلت. بل ان قطر التي ترأس اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السورية اقترحت ارسال قوات عربية. لكن دمشق رفضت الاقتراح القطري الذي لم تعلن حتى الآن أية دولة عربية موافقتها عليه. نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي اعتبر التقرير الذي سيقدمه رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد الدابي للجنة الوزارية في اجتماعها بالقاهرة غدا حاسما. وقال ابن حلي «إننا الآن فى مرحلة مفصلية مهمة يجب أن نعرف فيها هل لجنة المراقبين قادرة على مواصلة عملها أم لابد من الاستعانة بخبرة الأممالمتحدة». ونقلت شبكة (سكاي نيوز) البريطانية عن مصادر وصفتها بأنها مطلعة أن بعثة المراقبين ستقترح في تقريرها على جامعة الدول العربية تمديد مهمتها في سورية لمدة شهر، لافتة الى أن التقرير يشير الى أن السلطات السورية تعاونت مع البعثة على نطاق واسع لكن أعمال العنف استمرت. وأفاد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان 454 مدنيا قتلوا منذ أن وصلت بعثة المراقبين العرب الى سورية في 26 ديسمبر (كانون الاول) الماضي. وأشار الى أن 18 مدنيا قتلوا في مختلف انحاء سورية أمس، بينما أسفر هجوم لجنود منشقين في حماة عن مقتل عميد وملازم في الجيش. وجاء في بيان للجان التنسيق المحلية في سورية أن العميد في الامن العسكري عادل مصطفى قتل على ايدي جنود رفضوا تنفيذ اوامره باطلاق النار على اهالي حي باب قبلي. ومن ناحيته، طلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن يتم تسليم التقرير الجديد للمراقبين العرب المنتشرين في سورية الى مجلس الامن الدولي بينما دعا نظيره الاسترالي كيفين راد الى احالة الرئيس السوري بشار الاسد الى القضاء الدولي. وقال جوبيه في مؤتمر صحافي مشترك مع راد في باريس ان سورية «لا تحترم التزاماتها للجامعة العربية مثل سحب القوات الى الثكنات ولذلك ترغب فرنسا في ان يتم تسليم التقرير المنتظر للمراقبين العرب إلى مجاس الأمن الدولي ليتمكن من مناقشته».