جاء قرار قصر العمل في محلات المستلزمات النسائية بارقة أمل للفتيات السعوديات ليخضن «العمل الميداني» في مهن كاشيرات وبائعات يتقاضين منها أجورا يواجهن بها متطلبات الحياة، إضافة إلى ما يحدث من كسر للحواجز الاجتماعية والنظرات القاصرة التي كانت تنظر إليهن بريبة في عدم تمكنهن من أداء المهام التي تناط بهن. قالت جوري، وهي خريجة جامعية «التحقت بالعمل كاشيرة منذ عام تقريبا، بعد أن تلقيت دورات تدريبية تؤهلني للعمل الميداني ومواجهة العملاء»، مشيرة «في بداية ممارستي لهذا العمل كنت أواجه بنظرات استغراب واستهجان أثناء محاسبة الزبائن، لكنني واجهتها بالصمت إلى أن بدأت النظرة تتغير تجاهنا، إذ أصبحت النظرة لنا أكثر وعيا وإدراكا من العملاء الذين ألاحظ ترحيبهم بي». وتحدثت جوري عن الميزات التي يحصلن عليها لقاء عملهن هذا «نحصل على بدلات في الراتب الأمر الذي يحفزنا على البقاء وهي ميزات تتوافق مع متطلباتنا الحياتية، ونطمح لمزيد من التطور وأن نخرج من نطاق المحدودية إلى أن تصبح الكاشيرات في كل نقاط البيع، بالإضافة إلى طموحي في الترقية في السلم الوظيفي». من جهتها، قالت آمنة، وهي شابة جامعية أيضا تعمل في محل لبيع المستلزمات النسائية، إنها راضية عن عملها كمحاسبة «لأن هذا العمل أتاح لي الفرصة لمواجهة البطالة»، وتضيف «انخرطت في دورات تدريبية تعلمنا من خلالها كيفية استقبال الزبائن والتعامل معهم ومعرفة علامات الشراء لدى مرتادي المحل، وطريقة المحاسبة، ما أهلنا بشكل جيد لتولي زمام الوظيفة، وما أتقاضاه حاليا يحقق الحد الأدنى من الراتب، إضافة إلى البدلات، وأرى الوضع مناسبا في ظل العمل على نظام الورديات»، وتؤكد «أعمل على تطوير ذاتي لأتدرج وظيفيا وأطمح إلى أن أتبوأ مركزا شاغرا في إدارة الشركة التي أعمل بها». ولا تختلف حالة الرضا لدى حنان خريجة الثانوي عن باقي زميلاتها من الكاشيرات «منذ التحاقي بالعمل وأنا أتفانى في أداء واجبات الوظيفة»، وأوضحت «أجد فترات ساعات العمل مناسبة ومراعية للجوانب الاجتماعية لنا كفتيات، الأمر الذي عكس حالة الرضا على أسرتي، مع أنني أطمح إلى المزيد من الحوافز لضمان الاستمرارية وأن نرى العاملات في الكاشير في كافة منافذ البيع والمتاجر». بدورها، قالت أمل وهي تعمل مراقبة للأمن ووصفت مهمتها «أعمل على تأمين الكاشيرات من المضايقات التي قد تحدث والحفاظ على العملاء في المتجر، وأتعامل مع ما قد يحدث أحيانا من مضايقات بالشجاعة وحسن التصرف»، وبينت أنها تطمح للتدرج في الوظائف الإدارية، مؤكدة أن أولى خطوات النجاح في العمل تكون عبر التدرج في السلم الوظيفي. وعبير، والتي تعمل كاشيرة أيضا، قالت «ما أوده إضافة بدل المواصلات لأن الراتب الذي أتقاضاه لا يسد احتياجات المواصلات، خاصة أن السائقين باتت رواتبهم مرتفعة، لكن طبيعة العمل في الكاشير ممتعة، خاصة في ظل وعي الزبائن من العائلات بعملنا».