بعد لقاء الأربعة في بداية موسم زين الحالي حين التقى الزعيم الأزرق بالأخضر الراقي في الرياض العاصمة.. وأسفرت الموقعة يومها عن هزيمة ساحقة للأهلي وفوز مستحق للهلال.. بأربعة أهداف دون رد.. وكان من مسببات هذه النتيجة الكبيرة في تاريخ لقاءات الفريقين تفوق الأزرق تكتيكيا وأدائيا.. وإخفاق مدرب الأهلي كارل جاروليم حينها في اختيار تكتيك مناسب لتلك المباراة المفتوحة على المصراعين.. وربما يقول قائل إنه كان جديد عهد بلقاءات الفريقين أو شيء من هذا.. ولا بأس في ذلك. مدرب فريق الهلال الألماني «الهر» توماس دول نفسه الذي كسب المباراة الأولى بين العملاقين الأخضر والأزرق.. هو المدرب ذاته الذي يترنح الآن بالفريق الهلالي.. حيث افتقد البوصلة والتوجيه وأهدرت النقاط تلو النقاط.. مما دفع الهلاليين للبحث عن بديل عنه كما تشير بعض المصادر.. وعلى كل حال فقد عاد الأزرق يبحث عن الفوز بهدف أو ضربة جزاء مع أندية الوسط والمؤخرة.. هذا الألماني الجامد الملامح.. الحديدي الأعصاب.. انفجر غضبه واضحا صريحا غداة تعادل غير عادل مع التعاون.. وأغاظته ضربة جزاء مستحقة.. ولم تحتسب وطارت في الهواء ودفعت بالجماهير إلى الاحتجاج بقوة.. وهي «ضربة جزاء» شهد بها كثيرون.. هذا القادم من بلاد الجرمان الآريين حيث الرصانة والهدوء والتفكير العلمي والعقلاني.. وحيث المعجزة الاقتصادية الألمانية.. يبدو أنه إما في طريقه إلى سلم المجد في تاريخ كرة القدم السعودية، إذا ما استطاع تحقيق الفوز على الأخضر الراقي في عرينه بجدة، حيث تموج أعلام وشعارات وأهازيج الأخضر الراقي مزهوة بالصدارة هذه الأيام.. أو أنه سيقلع عائدا إلى برلين.. إذا ما واصل الأخضر صعوده الذي أذهل الكثيرين هذا العام. التشكي جاروليم مدرب الفريق الأهلاوي من جانب آخر يحق له الآن أن يفرح بما تحقق له مع الفريق الأهلاوي حتى الآن، بصرف النظر عما ستؤول إليه الأمور في بقية جولات دوري زين.. جاروليم تمكن من فرض أسلوبه التكتيكي بانضباط متصاعد على أداء الفريق الأخضر، الذي تفوقت خطوطه في معظم المباريات التي خاضها على فرق دوري زين الأخرى.. وظهرت قوة هجومه الكاسحة وأفضلية ممثلة في الحوسني وفيكتور.. وتماسك وإبداع وسطه الذي يقوده كماتشو وتيسير الجاسم ومسعد ومعتز والفهمي ودرويش.. وتضاؤل أخطاء دفاعه بشكل كبير.. جاروليم هذا الذي دوخ الفرق الأخرى.. هو في أمس الحاجة الآن إلى الفوز على الفريق الهلالي، حتى يمكن له أن يتقدم بصورة أكثر وثوقا وطمأنينة وثباتا في سلم الترتيب وينفرد بعيدا نسبيا بالصدارة.. وإن كانت تنتظره مواجهات أخرى لا تقل أهمية أمام الشباب والاتحاد والنصر، ناهيك عن رغبته الملحة في حصد نقاط المواجهات الأخرى.. والحصول على بطولة دوري زين التي طال انتظارها أهلاويا لما يقارب ثلاثين عاما.. ولا زالت جماهير الأهلي المميزة حضورا وتفاعلا ومتابعة تتطلع بشغف لا نظير له لتحقيق هذه البطولة الكبيرة والمجهدة حقا.. فهل يفعلها جاروليم.. ويرتدي قبعة ديدي وسنتانا البرازيليين العملاقين.. اللذين حققا البطولة ذاتها مع الأهلي عامي 1398، و1404ه.. أم ينتفض فريق دول الأزرق ويوقف زحف الأهلي إلى حين.. أم أن الفريقين والمدربين سيلعبان على التعادل.. ويؤجلا الحسم المرحلي إلى وقت آخر. أسئلة عديدة تتناثر هنا وهناك.. وتوقعات وأحلام كثيرة.. وطروحات متضاربة يطلقها عشاق الفريقين.. والوسط الرياضي والجماهيري حول لقاء القمة الكلاسيكية الكبيرة بين الراقي والزعيم.. ونحن نتطلع كذلك نسبح معهم في هذا الجو المفعم بالرياضة والتنافس الشريف.. فإلى لقاء تنافسي راق وجميل يليق بعملاقي كرة القدم السعودية.