قال الرئيس العام للاستخبارات العامة السعودي الأمير مقرن بن عبدالعزيز إن منطقة الخليج ليست بحاجة إلى حرب أخرى، وأن التلويح بالقوة في العلاقات الدولية والإقليمية لا يخدم الأمن الإقليمي والخليجي. وحذر، خلال مشاركته بورقة عمل قدمها أمام مؤتمر «الخليج والعالم» الذي تستضيفه الرياض أمس، من أن من شأن قيام إيران بذلك أن يعيد العالم إلى نظرية توازن الرعب. واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، في كلمة ألقيت نيابة عنه أمام المؤتمر، ان إيران تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بمبادئ الاحترام المتبادل مع دول الجوار. وأكد عزم دول مجلس التعاون الخليجي على حماية أمن شعوبها واستقرارها ومكتسباتها. وقال ان السعودية تسعى الى بناء علاقات تسودها مبادئ الاحترام المتبادل والتعاون مع دول الجوار، وفي مقدمها إيران، لكنها (إيران) تتصرف على نحو يشير إلى عدم اهتمامها بهذه المبادئ، وأن دول مجلس التعاون الخليجي ليست لها مصالح توسعية، أو توجهات للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وزاد ان «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول الخليجية ما زالت مستمرة، كما أنها ماضية في تطوير برنامجها النووي وتجاهل مطالبات العالم ومخاوفه المشروعة من سعيها لتطوير هذا السلاح الفتاك، وخلق تهديد جدي للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي». وذكر أن المنطقة العربية تشهد تحولات عميقة لم تشهد مثلها من قبل، الأمر الذي يتطلب من الجميع وقفة مسؤولة للحفاظ على دول المنطقة ووحدة أراضيها وسلامتها الإقليمية والسلم المدني، من دون إغفال المطالب المشروعة لشعوب المنطقة. وكان الأمير مقرن شدد على «أن الطريق الأمثل لإيران للتعامل مع العالم هي الشفافية، والإبداء للعالم أن برنامجها النووي هو برنامج سلمي وليست له أبعاد عسكرية»، مشيراً إلى أن هناك بعض نقاط التوتر مع إيران مثل تجربة الصواريخ البالستية التي لا يُعلم كم مداها، وأن هناك دوراً منتظراً من العالم وخصوصاً من روسيا، ومحاولة أن تقنع إيران بالحلول الديبلوماسية، وأن عليها أن تقيم حواراً مع العالم حول كل ما يدور فيها. ورأى أن وجود نظام الإنذار المبكر الذي أقره وزراء الدفاع في دول مجلس التعاون في الاجتماع الأخير في أبوظبي قد يحمي الأجواء من الصواريخ الإيرانية مثل الباليستية، معتقداً بأن إيران «أذكى من أن تدخل حرباً لأنها تعلم أنه لا كاسب في الحرب»، مع التأكيد أن الدفاعات القائمة تقوم بدور مهم في حماية دول الخليج ككل.