يعد التقييم التربوي إحدى الوسائل الرئيسة لتحسين مستوى أداء الطالب والأستاذ على حد سواء. وعندما نتحدث عن تقييم العملية التعليمية، فإن البعض يفكر بالاختبارات التقليدية، كالاختبار المتعدد، وأسئلة المقال، والاختبارات الشفهية، كوسيلة وحيدة ومتكررة لاكتشاف مستوى التقدم الذي حققه الطلبة. وضمن هذا الإطار، تشير Matiru B وآخرون في كتابهم المتخصص بالتدريس في التعليم العالي Teach your best إلى أن الاختبارات ليست وسيلة لتحديد الدرجات، بل يجب أن تعمل على تسهيل العملية التعليمية، لا تصعيبها، وذلك لأن الاختبارات تعد ضمن أكثر السمات المحبطة بالنسبة للطلبة، كما أنها قد تثير لديهم قدراً كبيراً من عدم التقبل لكل ما يتعلق بالمدرسة، أو الجامعة. ويتفق التربويون على إن الهدف الرئيس للتقييم التربوي هو ضمان جودة العملية التربوية ونواتجها. وأسفرت التطورات المتلاحقة لأساليب التقييم التعليمي المدرسي والجامعي عن التوصل لأساليب حديثة غير تقليدية في مجال التقييم التربوي تركز على استخدام الاختبارات المتنوعة التي تقيس مدى ما تحقق من أهداف المنهج، وما حصل عليه الطلبة من قيم إيجابية، ومعارف، ومهارات، وخبرات. ولتحقيق ذلك، يؤكد أحد الباحثين ضرورة تبني تقييم أحدث وأكثر مناسبة لأهداف التعلم والتعليم، يراعي التطورات والتوجهات المعاصرة، ويركز على ربط التقويم بالحياة من خلال تبني التقييم الواقعي (Assessment Authentic) وهو العملية التي يتم من خلالها جمع الشواهد الموثقة حول تعلم الطلبة، ونموهم معرفياً ومهارياً، وذلك لأن هناك بعض الأهداف، كالقيم والاتجاهات، ومهارات التفكير الإبداعي، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، والتعلم الذاتي، وكلها لا يمكن قياس مدى تحققها باستخدام الاختبارات التقليدية. وتؤكد Matiru على إن هذا النوع من التقييم يساعد الطلبة على تحسين تعلمهم، وذلك لأن تقييم الفهم والاستيعاب بدلا من حفظ المعلومات التفصيلية عن ظهر قلب، يؤدي إلى تنوع أساليب الدراسة، ووجود قدرة أكبر على الاحتفاظ بالمعلومات. وتشير الدراسات إلى عددا من الأساليب الحديثة للتقييم التربوي، ومنها: إجراء الاختبارات عبر الإنترنت، والمحاكاة، ولعب الأدوار، والتجارب المعملية، ومشروعات البحث، وحقيبة الإنجاز Portfolio التي تتضمن الأعمال الفردية للطلبة خلال الفصل الدراسي، وتسهم في تعريف كل من الطالب والأستاذ بمدى التقدم الذي طرأ على تحصيلهم، إضافة إلى أسلوب تقييم الأقران الذي يركز على أن يقوم كل طالب بتقييم عمل زميله، ونقده كتابياً، أو شفهياً، ومقارنته بأعماله، ما يساعد على تقديم تغذية راجعة للطلبة، وللأساتذة، ويسهم في تطوير عملية التعليم والتعلم، ويراعي بشكل كبير فروقهم الفردية. • كلمة أخيرة: الاختبارات ليست غاية في حد ذاتها، ولا أسلوبا لترهيب الطلبة، بل وسيلة لقياس مدى ما اكتسبوه من قيم واتجاهات إيجابية، وما حصلوا عليه من معارف ومهارات حياتية. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.