شهدت جامعة الملك سعود خلال الأسبوع الماضي الاجتماع التنسيقي لعمداء الكليات التربوية في الجامعات السعودية، والذي بادرت كلية التربية في الجامعة إلى تنظيمه انطلاقا من أهمية دورها في تأهيل وتدريب الكفاءات والقيادات التربوية للعمل في مختلف مؤسسات التعليم العام والعالي. وخلال الاجتماع أكد المجتمعون على أهمية دور الكليات التربوية، وأنه من غير المنصف التركيز على الكليات العلمية كالطب والهندسة دون إعطائها الاهتمام الذي تستحقه، فهي التي تعد معلمي طلبة هذه الكليات، كما أن مخرجات الكليات التربوية هي إحدى المدخلات المهمة في التعليم العام. وتضطلع كليات التربية في الجامعات السعودية بمسؤولية عظيمة بين مختلف الكليات، كونها تستقبل سنويا أعدادا كبيرة من خريجي المرحلة الثانوية، وهو ما يتطلب تكثيف جهودها لتزويدهم بالقيم الإيجابية والمعارف والمهارات الضرورية للتعامل بإيجابية مع عصر المعرفة، وإعدادهم وتدريبهم لتوفير احتياجات مؤسسات التعليم العام من الكوادر البشرية، وهو ما يجعلها حريصة على أن تكون مخرجاتها وفق أعلى مستوى من الكفاءة، وهو ما يعني حسن اختيار مدخلاتها من خريجي المرحلة الثانوية. ومما يعزز الدور التربوي للكليات التربوية، الاهتمام بتكثيف برامج الشراكة والتكامل مع مختلف المؤسسات التعليمية في المجتمع، خاصة في مجال تأهيل الكوادر البشرية، والتدريب الميداني للطلبة المعلمين، ومديري المدارس، والمشرفين التربويين، والأخصائيين النفسيين، وجميعهم يعدون للعمل في مؤسسات التعليم العام، أو ممن هم على رأس العمل في هذه المؤسسات. إن تحقيق التكامل بين الكليات التربوية لن يكون كافيا دون التنسيق والتكامل مع وزارة التربية والتعليم في مشاريعها وبرامجها التطويرية، خاصة ما يتعلق بتحديد المواصفات والمهارات المطلوب توفرها في المعلمين الذين سيعملون في مدارسها، وكذلك الاحتياجات التدريبية الملائمة للقيادات التربوية في المدارس، وإدارات التربية والتعليم من المديرين والمشرفين التربويين والمرشدين الطلابيين. وقد ركز المحور الأول للاجتماع على أهمية دور الكليات التربوية في تحقيق المواءمة بين مخرجات واحتياجات سوق العمل بعيدا عن المفاهيم والأساليب التقليدية للوصول إلى ذلك، وهو ما يعني التوجه للمفهوم الحديث للمواءمة الذي يؤكد على دور الخريج في خلق الوظائف وفرص العمل لمواجهة المتطلبات، والتحديات المستقبلية، بدلا من الانتظار حتى توفرها، أو توفيرها! وفي ظل التغيرات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها المجتمع السعودي، يبقى الدور على منسوبي ومنسوبات الكليات التربوية من أعضاء هيئة التدريس والقيادات الأكاديمية لاستشعار المهمة العظيمة الملقاة على عواتقهم من منطلق حقيقة لا مراء فيها، مؤداها أن ما يقومون به هو رسالة لا مهنة كسائر المهن، وهو ما يفرض التركيز على غرس ورعاية القيم الإيجابية وتعزيزها لدى الطلبة والعمل على إعدادهم للتعامل مع المستقبل، وليس الحاضر فقط. * جامعة الملك سعود كلية التربية [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 272 مسافة ثم الرسالة.