عملهم -كما يبدو للمشاهد- بسيط، ولا يكلف سوى بضع ثوانٍ في الفك والتركيب واستبدال أنبوبة غاز بأخرى، العاملون فقط في تلك المواقع وحدهم يدركون المخاطر المحدقه بهم، التي قد تكلفهم حياتهم في حال وقع حادث حريق، إلى جانب كونهم معرضين لمخاطر استنشاق الغاز لساعات طويلة. هذه المعاناة دفعت الكثيرين إلى ترك مهنة بيع الغاز، وهو في أمس الحاجة لها بعد أن تعرضوا لإصابات كسور ورضوض نتيجة أعمال التحميل والتنزيل، وآخرون كادوا يفقدون أرواحهم بسبب سقوط أو انفجار أنبوبة، والمخاوف تتعاظم من انفجار أنبوبة تحرق محلا وسط الأحياء السكنية. في البداية، قال محمد برويس (بنجلاديشي الجنسية) إن الكثير من الزبائن يطالبون بالحصول على أنبوبة جديدة، والمقصد بجمال مظهرها الخارجي لا لتلفها، مشيرا إلى أن البعض يصرون على الأنبوبة ذات اللون الأحمر بدلا عن اللون الرمادي القديم، مع العلم أن جميعها تؤدي نفس الغرض ولا فرق بين واحدة وأخرى. وأوضح محمد يوسف أن مهنتهم تعتبر خطرة ومتعبة، لما يواجهونه بسبب سقوط الأنابيب من أماكن مرتفعة، لافتا إلى جهل بعض الزبائن بخطورة المكان الذي يدخلون إليه، فبعضهم يأتي وبيده سيجارة قد تفجر المحل بأكمله وتودي بحياته وحياة الكثيرين، مسترجعا موقفا حدث مع صديقه الذي غادر إلى بلاده بعد أن كان يعمل معهم ويقتصر عمله على فقط رفع الأنابيب ووضعها مرتبة فوق بعضها البعض، وفي إحدى المرات تعطلت الرافعة وهو يحمل كمية كبيرة من الأنابيب، التي سقطت عليه والحقت به كسورا عدة في أجزاء متفرقة من جسمه، ونقل على إثرها إلى المستشفى للعلاج وبمجرد شفائه غادر إلى بلاده. أحمد إمام ذكر أن مهنتهم تتطلب التدقيق والفحص الجيد للأنابيب التي يجلبها الزبائن قبل تغيرها، فالبعض منها نستبدلها ونكتشف بعد ذلك أنها تالفة ولم تكشف وقت تغييرها لكونها فارغة من الغاز، وعند تحميلها إلى المستودع لاستبدالها بأخرى ممتلئة ترد على أنها تالفة ونتحمل المسؤولية. من جهته، أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني العقيد علي المنتشري، أن الشركات المتعاقدة مع محلات بيع الغاز، لا تتم عقودها إلا بعد أن يقوم صاحب المحل بتوفير جميع اشتراطات السلامة من طفايات وأحواض ترابية، تكون جاهزة في حال وقوع حريق -لا سمح الله- مبينا أن إدارة الدفاع المدني تفرض عقوبات مالية على المخالفين للأنظمة واللوائح.