كان موجعا جدا منظر استغاثات الأهالي السوريين بالمراقبين التابعين لجامعة الدول العربية العاجزين عن فعل شيء لأجلهم وهم يجلبون أطفالهم القتلى ويضعونهم على سيارات البعثة بجوار شعار الجامعة وتنطبع دماؤهم عليها، وذات الغصة كانت في ليبيا حين وجد الليبيون أنفسهم، رغم جرح التدخل الأمريكي في العراق والليبيون كانوا من إحدى أكثر الفئات التي تسربت للعراق للمشاركة بالمقاومة، يشعرون بالسعادة ويهللون لتدخل حلف الناتو ضد زعيمهم وكتائبه لأنها اقترفت الفظائع بحقهم من تدمير المدن والقتل الجماعي والاغتصابات الجماعية، ويجب الإقرار بأن سببا أساسيا من أسباب نجاح الثورات العربية حاليا هو تدخل القوى العالمية لصالحها بالضغط المادي والسياسي والإعلامي وإلا فقد كانت هناك ثورات عديدة في دول الثورة الحالية وكلها فشلت وانتهت لمذابح جماعية، فقد قتل بمدينة حماة بسوريا حوالي الأربعين ألف إنسان وهدمت المدينة بمساجدها «عام 1982م» وعرض الإعلام السوري الأسد الأب يستقبل بتهليل من يفترض أنهم بقايا أهل المدينة، معبرين عن فرحهم وامتنانهم لجرائمه بحقهم! وحقا إنه أمر موجع أن يكون الأجانب أرحم بأهل البلد من ابن بلدهم المتزعم عليهم بمقولة «أستبد بكم أو أبيدكم»، كمثل زوج سيئ العشرة أرادت زوجته الطلاق فصار يقتل أولاده ويمزق زوجته ليبقى فارضا نفسه عليها بلا مروءة بدل «التسريح بإحسان»، لكن بات من المسلمات حاليا أن الدول المستقرة هي التي لديها حكومة مقبولة من قبل الشعب فهذا يسحب البساط من تحت الاتجاه الإرهابي الذي يدعي أنه الطريق الوحيد للخلاص من السلطة المستبدة، ولهذا قبل الغرب بحكومات إسلامية التوجه في دول الثورة وهذا الموقف الغربي الداعم حيد تطرف الجماعات الإسلامية ضد الغرب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة