اتهم عسكري ليبي الطيران الفرنسي والقوات "الصليبية" المتحالفة معه بانه ارتكب امس ما وصفه ب "مجزرة مروعة" في مدينة اجدابيا والمناطق المجاورة لها. وكانت انباء تحدثت عن معارك بين المعارضة الليبية وقوات العقيد القذافي في اجدابيا ادت الى اخراج قوات القذافي من هذه المدينة الاستراتيجية. ونقلت وكالة الانباء الليبية الرسمية عن مصدر عسكري قوله ان ما تقوم به القوات الفرنسية والقوى المتحالفة معها هو "عملية إبادة جماعية للسكان". وقال "ان هذه المجزرة، أسفرت عن سقوط مئات الضحايا الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين العزل". من جهة ثانية قال المصدر العسكري اللبيي امس إن قوات "العدوان الاستعماري الصليبي، تقصف بدون تمييز كل الثكنات العسكرية وأسلحة قوات الشعب المسلح والمدنيين العزل حتى تتمكن عصابات القاعدة الارهابية من التقدم إلى الحقول والمنشآت النفطية والاستيلاء عليها". وقال ان هذه القوات "تعمدت اصطياد الدبابات دبابة دبابة وتدمير كل وسائل الدفاع على النفس لدى قوات الشعب المسلح قطعة قطعة في مدينة اجدابيا وما حولها بالتنسيق مع عصابات القاعدة الإرهابية على الأرض". واتهمت ليبيا قوات التحالف الغربي بقصف "متعمد" امس لخزانات النفط الليبية. وقالت وكالة الانباء اللبيبية الرسمية إن قوات التحالف "الاستعماري الصليبي" قامت اليوم "باستهداف ثروة الليبيين وقصف خزانات النفط بصورة متعمدة". واعترف خالد كعيم نائب وزير الخارجية الليبي امس بسيطرة الثوار الليبيين على مدينة اجدابيا شرق البلاد. وأضاف أن الثوار تمكنوا من السيطرة على المدينة بعدما شنت قوات التحالف سلسلة غارات جوية بشرق وغرب المدينة, مما ادى الى تدمير دبابات ومدرعات تابعة لقوات القذافى وإجبار القوات على الفرار. وكان متحدث باسم المعارضة الليبية قد اعلن في وقت سابق استيلاء الثوار الليبيين على مدينة اجدابيا الاستراتيجية شرق البلاد بعد مواجهات عنيفة مع الكتائب الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي. من جهة أخرى قال شهود عيان من مدينة اجدابيا إن قوات القذافي تتراجع صوب الجنوب الغربي إلى بلدة البريقة النفطية، وهناك آثار معركة شرسة عند البوابة الغربية. من جهة أخر ذكر احد سكان مصراتة أن إجمالي عدد القتلى بين سكان المدينة خلال الأسبوع الماضي بلغ 115 قتيلا. وقد تواصلت فجر امس موجات القصف الجوي والصاروخي الذي تنفذه قوات التحالف الغربي لليوم السادس على التوالي على مختلف مناطق العاصمة الليبية طرابلس وضواحيها. نقل جثث مقاتلي القذافي بعد معركة أجدابيا وذكر مصدر عسكري ليبي أن قوات التحالف الغربي ضد ليبيا واصلت فجر امس قصف العديد من المواقع المدنية والعسكرية خاصة منطقة (ألوطية) غرب طرابلس حيث تعرضت بقصف بصواريخ بعيدة المدى. ولم يتسن معرفة حجم الخسائر التي سببتها هذه الموجة الجديدة من عمليات القصف الجوي والصاروخي لقوات التحالف الغربي ضد ليبيا. ووقف سكان اجدابيا على عتبة منازلهم يهللون مبتسمين للثوار وهم يمرون في سياراتهم المكشوفة في شوارع المدينة صباح امس بعد انسحاب قوات القذافي من مدينتهم ليلا. وبعد تعرضهم لقصف الطيران الدولي وهجمات المتمردين الذين باتوا افضل تنظيما، فر ما تبقى من جيش طرابلس ليلا باتجاه الغرب على الطريق الساحلية. وروى عمر باشي الدهان الجزائري المقيم في المدينة منذ عشرين سنة ان "المواجهات كانت الجمعة بدون انقطاع ثم توقف كل شيء في الساعة 23,30، وفي منتصف الليل رحل رجال القذافي". وتابع "دخل الثوار المدينة بعد ذلك بقليل وقالوا لنا ان كل شيء قد انتهى، لقد وصلوا في الوقت المناسب لانه لم يبق لنا سوى الارز ناكله منذ عدة ايام". واكد سليم علي الذي يرافقه ابنه انس (8 سنوات) انها المرة الاولى التي يتمكن فيها من الخروج من المنزل منذ ستة ايام. واوضح "كنا نسمع المعارك من حولنا واضطررنا الى البقاء في المنزل نحاول النجاة بفضل الله وحده". وفي مدخل المدينة يدل ما تبقى من مواقع قوات طرابلس الدفاعية على شراسة المعارك والقصف الجوي حيث شوهدت دبابات مدمرة وشاحنات متفحمة وسيارات رباعية الدفع اصبحت رمادا وكمية كبيرة من عبوات الرصاص الفارغة المتناثرة على الارض. وتجمع الفضوليون حول جثتي جنديين سحنتهما افريقية ممددتين على الرمل تحت شجيرات نحيلة قال الثوار انهما مرتزقة في صفوف قوات النظام الليبي، وحاول البعض ركلهما بينما نهاهم اخرون قائلين "انهم مثلنا مسلمون!". ووضعت الجثتان في سيارة مكشوفة ونقلتا الى مستشفى المدينة. وهناك اكد الطبيب احمد القناهي لفرانس برس ان معارك الجمعة لم توقع "سوى ثلاثة جرحى مدنيين ولم يسقط قتلى في صفوف المتمردين بينما قد تكون قوات القذافي نقلت جرحاها". ولم يبق في المستشفى الذي يعمل منذ عشرة ايام بمولد كهربائي وحيد لتشغيل قاعة العمليات، صباح امس سوى نحو 15 جريحا جروحهم طفيفة. واوضح الطبيب ان "المصابين بجروح خطيرة نقلناهم الى بنغازي عبر طرق الصحراء". وافادت مصادر محلية ان اتصالات جارية منذ عدة ايام عبر رجال دين في اجدابيا مع ضباط في الجيش الليبي محاصرين في المدينة لاقناعهم بالانسحاب. وقد دفع القصف الجوي العنيف الجمعة وهجمات المتمردين وعدم امكانية وصول تعزيزات او امدادات، بقوات القذافي الى الانسحاب من مواقع اصبحوا غير قادرين على الدفاع عنها. واكد متمردون انهم فروا على متن سيارات مدنية تاركين عتادا ثقيلا كي لا ترصدهم مقاتلات الائتلاف. وبدات مواكب سيارات تتشكل في المدينة منذ الصباح وتطلق ابواقها في حين اطلق الثوار الرصاص في الهواء تعبيرا على فرحهم مع اشارة الانتصار. واستقبل الطبيب القناهي بابتسامة عريضة اصدقاء جاؤوا يسألون عنه وقال "الان وقد حررت المدينة كل شيء تمام". وافاد مصدر طبي امسعن العثور على 21 جثة لمقاتلين من قوات العقيد معمر القذافي في الصحراء قرب اجدابيا اثر الهجمات الجوية التي شنها الائتلاف العسكري الدولي. واكد اسامة القصي في مستشفى الهواري في بنغازي انه عثر على الجثث على بعد نحو عشرة كيلومترات غرب مدينة اجدابيا الاستراتيجية التي استعادها الثوار امس غداة قصف الجمعة. ولاحظ مراسل صحافي ان جثثا نقلت على متن سيارة مكشوفة الى بنغازي معقل المعارضة التي تبعد 160 كلم شمال شرق اجدابيا. وشوهدت جثث اخرى متفحمة في الصحراء والقي عليها غطاء. وقال القصي ان حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع لان الفريق الطبي عثر في المكان على اشلاء بشرية. واستهدف قصف جوي الجمعة مواقع قوات القذافي التي كانت تسيطر على اجدابيا وتخوض مواجهات مع المتمردين. وفي مصراته قال متحدث باسم المعارضة إن ضربات جوية غربية استهدفت امس عددا من المناطق على مشارف المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضة والتي تقصف منها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي المدينة. وتابع المتحدث ويدعى عبدالباسط في حديث هاتفي من مصراتة "طائرات التحالف تحلق في الأجواء فوق مصراتة وقصفت مواقع قوات القذافي على مشارف" المدينة. واستطرد "قصف مصراتة هدأ. كان هناك قصف شرس من قبل. نعلم أن طائرات التحالف شنت عددا من الغارات وقصفت عددا من المواقع على مشارف المدينة. نعلم أنها قصفت موقعا للذخيرة داخل القاعدة الجوية (جنوبي المدينة)".