كل المشاريع تنشأ من أجلك فكن أنت الرقيب الأول عليها وتعاون مع الهيئة في الإبلاغ عن المتعثر والمتأخر وما تلاحظه على التنفيذ من عيوب... هذا واحد من الإعلانات الصحفية التي دأبت هيئة مكافحة الفساد في نشرها على الرأي العام في الآونة الأخيرة. توقفت عند محتوى هذا الاعلان باعتباره يعطي مؤشرا على توجهات الهيئة ونهجها في مكافحة الفساد. الوقفة الأولى أنه يوجد في البلاد آلاف المشاريع وبقيمة تصل إلى 700 مليار ريال، فهل تستطيع الهيئة حقيقة مراقبة هذه المشاريع في المدن والقرى والأرياف، حتى لو افترضنا بأن هذا العمل يدخل في دائرة اختصاصاتها؟. الوقفة الثانية هل أولوية التأسيس لاستراتيجية مكافحة الفساد أن تبدأ في تلقي البلاغات عن المباني والمقاولين وعيوب الانشاء بصرف النظر عن كونها قادرة فنيا على التعاطي مع هذه المسألة من عدمه. الوقفة الثالثة هل يفترض أن تقوم الهيئة بدور هذه الأجهزة الحكومية في الرقابة الانشائية والهندسية أم تبحث في الأسباب التي أوصلتنا إلى هذه الحال واعطاء الوصفة اللازمة لتقوم هذه الأجهزة بدورها الرقابي والانشائي وفق العمل المؤسسي المتعارف عليه في كل مكان. الوقفة الرابعة ايهما أولى كبداية أن تغوص الهيئة في هذه التفاصيل، أو تقوم بمسح لمظاهر الفساد وتقصي اسبابه. الوقفة الخامسة أن الفساد ليس ظاهرة مستقلة ليتم التعامل مع بعض مظاهره السطحية بهذه الصورة المبتورة فهو لا يظهر في المجتمعات الا إذا توفرت شروط يكون تاليا لها ومترتبا عليها وأظن أن هذا هو دور الهيئة الحقيقي. الوقفة السادسة ان الفساد مصنف بأنه عرضي ومؤسسي ومنظم، وواقعه في كل دولة ومجتمع يختلف عن الآخر، لذا يفترض عدم القفز على هذا الواقع والتعامل مع هذا الملف بطريقة الهرم المقلوب لكي لا تبدأ الهيئة مهامها كجمعيات حقوق الانسان التي استهلت عملها بتلقي البلاغات من المطلقات وما تزال. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة