قال رئيس هيئة مكافحة الفساد أن الهيئة لن تباشر قضايا حدثت قبل تاريخ إنشائها، جاء هذا في برنامج «ساعة حوار» على قناة «المجد» الذي يقدمه الدكتور فهد السنيدي وكان الضيف الكاتب الصحافي الزميل خالد السليمان الذي عبر بشجاعة عن تطلعات المواطن وألمه من قضايا الفساد ما أعلن منها وما لم يعلن، لست أعلم هل سبق لهيئة مكافحة الفساد أن أعلنت عزمها عدم التحقق في قضايا سبقت إنشاءها أم لا؟ لكني لا أتذكر شيئاً من هذا وقد يكون فاتني، المهم أننا - وبحسب مداخلة رئيس الهيئة - في مرحلة «عفا الله عما سلف»، وستبرز مشكلة من أين تبدأ الهيئة في المكافحة، هل القضايا التي ما زلت رهن التحقيق حتى الآن ستنظر فيها الهيئة أم أنها ستضم الى قائمة عفا الله عما سلف، لأنها بدأت قبل الإنشاء! أو وقعت عقودها قبله؟ ثم ان في هذا التوجه لدى الهيئة إشارة إيجابية للصوص المال العام، وأخرى أشد لكنها سلبية لجهات رقابية أخرى مثل هيئة الرقابة والتحقيق وديوان الرقابة العامة، كما اننا لا نعلم نوع العلاقة بين هذه الجهات وبين الهيئة هل هي علاقة إشرافية أم تنسيقية، وإذا كانت تحت بند التنسيق فهذا يعني مزيداً من الثغرات والممرات الآمنة! إعلان رئيس هيئة مكافحة الفساد يعني انه أصبح لدينا فسادان، فساد قبل الهيئة وفساد بعدها، الأول يكافح بالإجراءات القديمة التي ثبت عدم صلاحيتها للعلاج، والثاني له إجراءات جديدة لا يعلم حتى الآن مدى قدرتها على تحقيق تطلعات المواطن والوطن، اعلم أن الحمل ثقيل إنما كان من المنتظر أن تتولى الهيئة جميع القضايا التي لم يصدر فيها حكم قضائي حتى تاريخ إنشائها، لأن سبب الإنشاء حاجة ماسة دعت إليها جرائم اقترفت وأموال شفطت ومشاريع تعطلت وتعثرت وأضرار تراكمت وسلبيات ظهرت، إذا لم تباشر الهيئة قضايا فساد لم يصدر فيها حكم قضائي حتى تاريخ إنشائها، لن يلام الناس إذا ما أطلقوا عليها هيئة عفا الله عما سلف. *** هل تصدق أن ألمانيا واليابان تعجلتا في التوقف عن استخدام الطاقة النووية وإغلاق مفاعلات أو إعادة النظر في استثمارات جديدة فيها، أما الدليل على ذلك فهو أن دولاً أخرى - مثل السعودية - توجهت إلى هذه الطاقة «المتجددة». بنفاياتها وأخطارها، هذا ما فهمته من مقال للدكتور ايمن ساعاتي نشره في «الاقتصادية» قبل أيام. يمكن لمن شاء مدح من يشاء لكن ليس بهذه الصورة العصية على البلع والهضم. www.asuwayed.com Twitter | @asuwayed