تتجه كل الأمور في سوريا إلى مزيد من العنف والاقتتال، وهو ما سوف يؤدي حتما إلى حرب أهلية في حال تعامل النظام السوري مع مهمة المراقبين المرشحين من الجامعة العربية بمزيد من التسويف ومحاولة الرهان على الوقت وتمديد زمن الأزمة بالأساليب والوسائل التي يتبعها الآن، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة ويصعب مهمة المراقبين العرب.. إن العالم بما فيه الدول الكبرى والمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأممالمتحدة والمنظمات الدولية والحقوقية لن تسكت وتصمت طويلا على ما يحدث ويجري داخل سوريا، نتيجة التعامل مع الشعب السوري بالتصفية الجسدية والتي تنم وتعبر عن قسوة النظام السوري لمجرد أن هذا الشعب يبحث عن حريته وعن الرغبة في صياغة دولة المؤسسات والخروج من منظومة الدولة الشمولية التي امتدت إلى أكثر من خمسين عاما. .. وإذا لم يتعامل النظام السوري بعقلانية مع مهمة مراقبي الجامعة العربية ومع البروتوكول العربي فإن الأزمة السورية ستتجه إلى التدويل وهذا الأمر لو حدث فإن النظام السوري هو الذي سوف يدفع ضريبة المراوغة والتسويف واللعب على عامل الوقت، في حين أن العالم كله يراقب ما يحدث داخل سوريا وبالتالي لن يطول صمت المجتمع الدولي طويلا. ولا سيما بعد حادثة التفجير المفزعة التي شهدتها دمشق.. والتي يشتم منها ما يشير إلى أن النظام لا يرغب في الحل العربي.. لأنه لا يريد الانتقال إلى دولة المؤسسات.. وإلى المستقبل السوري الأكثر أمانا.