قبل بضع سنوات نشرت تقارير عن مكانة الجامعات في العالم وضعت جامعاتنا في مكانة متدنية لا تليق بمكانتنا ولا بما تنفقه الدولة على الجامعات.. عندها ثارت ثائرة الجميع بمن فيهم مجلس الشورى فالطعنة لامست قلوبنا جميعاً، وعندها أيضا عقد معالي الوزير اجتماعات لبحث ما قيل عن الجامعات وعن كيفية وضع تعليمنا العالي على المسار الصحيح. عمل الجميع بصورة كبيرة، وخصصت الدولة مليارات الريالات للتعليم العالي، وبدأنا نسمع عن تقدم هذه الجامعة وتلك، وبدأت الأرقام تقترب من أرقام جامعات عالمية عريقة، وبدأنا نسمع عن براءات اختراع بالجملة، وعن أبحاث ذات مستوى مرموق، وعن صناعات لم تكن بالحسبان بمثل هذه السرعة إلى غير ذلك من الأبحاث والاختراعات العلمية التي لا تزال متدفقة حتى الآن. لكن مجلة «ساينس» الأمريكية حاولت إفساد هذا العرس (الجماعي) بتقرير عن بعض جامعاتنا استنكره البعض بمن فيهم بعض أعضاء مجلس الشورى، وأيده البعض، وسكت عنه آخرون بانتظار ما سيحدث مستقبلاً. سارعت الجامعات المعنية إلى استهجان ذلك التقرير، ووصفوه بأبشع الصفات، ودافعوا عن مواقفهم وعن المنهج الذي اتبعوه مع العلماء الأجانب، وغير ذلك من القضايا التي وردت في تقرير المجلة. من الطبيعي أن تنكر الجامعات ما نسب إليها، ولكن الإنكار لا يكفي وحده!! ومن الطبيعي أن تنشر بعض الجامعات صفحات كاملة محاولة تحسين صورتها بطرق غير مباشرة ولكن هذا لا يكفي أيضا. المواطنون أصبحوا ناضجين وقادرين على التمييز، لا سيما أن الجامعات ليست غرفاً مغلقة؛ يرتادها آلاف الأساتذة وعشرات الآلاف من الطلاب، وهؤلاء قادرون على معرفة مكانة جامعتهم الحقيقية بعيداً عما تقوله الجامعة أو ما يقال عنها! لا شك أن جامعاتنا تقدمت بشكل كبير، ولا شك أن معالي الوزير ومديري الجامعات حريصون على تقدم التعليم العالي لأنه يعكس الصورة الحقيقية العلمية في بلادنا.. وهذا الوضع يحتم على الجميع أن يقدموا صورة حقيقية عن الجامعات يقتنع بها المواطن قبل غيره! الجامعات كلها إنما أنشئت من أجل الطلاب، والسؤال الأهم هنا: هل تحسن عطاء الطلاب وإنتاجهم العلمي؟! أتمنى لو أن جهة محايدة غير تجارية أجرت دراسة علمية حول هذا الموضوع الأهم لنعرف جميعاً الاجابة الصحيحة وعندها نعرف مستوى الجامعات. استاذ الجامعة هو الطرف الثاني في العملية التعليمية، وأيضا هل هو مرتاح في عمله؟! وهل يجد ظروفاً جيدة تساعده على العطاء؟! أتمنى أن نجد دراسة علمية تحل للجميع خفايا ما يقال عن هذا الموضوع!! وأخيراً.. من واجب الجامعات التي ذكرت في التقرير ان تدافع عن نفسها وأن ترفع دعاوى قضائية ضد المجلة.. وإلا فالصمت يعني.. الرضا! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 213 مسافة ثم الرسالة