وصلت أسعار حليب الأطفال إلى ما بين 683 إلى 730 ريالا، مقابل 620 إلى 685 ريالا للكرتون للعبوة 400 غرام، بزيادة بلغت 60 ريالا في غضون أسابيع قليلة. وقال تجار في المنطقة الشرقية إن الشركات الغذائية عمدت قبل شهر تقريبا لرفع قيمة حليب الأطفال، دون إعطاء المزيد من المبررات لقرارها بزيادة السعر. وأكدوا أن الشركات لا تقدم في الغالب المبررات الداعمة لزيادة قيمة حليب الأطفال، باستثناء القول إن الزيادة ناجمة عن البلد المنشأ، مضيفين أن الزيادة الحالية ليست الأولى من نوعها في غضون الأشهر الأربعة الماضية. فقد عمدت لرفع السعر بمقدار 50 ريالا ليصل إلى 650 ريالا مقابل 600 ريال للكرتون قبل نحو 4 اشهر تقريبا. وقالوا إن الشركات لم تشر في الخطابات للأسباب الحقيقية وراء الزيادة باستثناء زيادة التكلفة في البلد المصدر. وذكر التاجر علي الزاهر أن التجار مضطرون للتعامل مع الأسعار الجديدة، خصوصا وأن الشركات المستوردة تفرض سياسة سعرية تجبر الموزعين على التعاطي معها، مبينا أن الحديث عن استقرار الأسعار الحالية من الصعوبة بمكان، خصوصا في ظل الحديث عن استمرار ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية، الأمر الذي يدفع الشركات المستوردة لاتخاذ خطوات مماثلة بصورة سريعة، إذ تعمد لإعادة تقييم الأسعار بصورة مستمرة، مشيرا إلى أن الجديد الذي طرأ على بعض العلامات التجارية لم يتجاوز تغيير العبوة والشكل، فيما لم يتم إضافة مواد أخرى أو مستوى الجودة . بدوره أكد الصيدلي جمعة عقيل زيادة أسعار حليب الاطفال خلال هذه الفترة بنسبة تتراوح بين 10 إلى 15في المائة تقريبا، مضيفا أن هذه الزيادة ليست الأولى من نوعها، فقد سبق قرار خلال العام الجاري بزيادة، مبينا أن بعض الأصناف زنة 1800 غرام كان سعرها في العام الماضي 71 ريالا للعبوة وصلت حاليا إلى 97 ريالا، فقد كان سعرها قبل الزيادة الأخيرة 91 ريالا للعبوة. وأشار إلى أن المبررات التي تسوقها الشركات ليست واقعية على الاطلاق، فالأزمة المالية التي تعيشها منطقة اليورو تدفع الأسعار نحو التراجع ليس نحو الزيادة، مبينا أن أغلب حليب الاطفال يستورد من البلدان الاوروبية، وبالتالي فإن الحديث عن ارتفاع التكاليف ليس واقعيا على الاطلاق، خصوصا وان اليورو سجل انخفاضا مقابل الريال ليصل إلى 5,03 ريال حاليا، بينما كان سعره 5,8 قبل عام و نصف، فيما كانت الأسعار آنذاك أقل كثيرا عن الأسعار الحالية. وأكد أن الزيادة ليست سوى «جشع» تمارسه الشركات المستوردة للحصول على مكاسب مالية، فالزيادة ناجمة عن قرارات ذاتية للشركات، بحيث تنتقل العدوى من شركة لاخرى بمجرد إقدام الشركات على الزيادة، مطالبا بضرورة تحرك الجهات المختصة لوضع الأمور في نصابها والسيطرة على الارتفاعات المتواصلة منذ فترة طويلة. وكانت وزارة المالية قصرت صرف إعانة الحليب على ما يتم فسحه جمركيا من الحليب الخالي من النكهات المضافة، وذلك اعتبارا من اليوم التالي لإبلاغ المستوردين بالفسح، مشترطة إرفاق جميع فواتير الشراء التي توضح العمر المخصص للحليب ونوع المادة المضافة للحليب في حال وجودها، مؤكدة أنها ستقوم بصرف جميع مطالبات إعانة حليب الأطفال المضاف له نكهات المفسوح جمركيا. وقالت الوزارة إنها لاحظت ورود طلبات صرف اعانة لحليب أطفال مضاف إليه نكهة الشكولاتة والفانيليا او الموز او العسل، مؤكدة، قامت بمخاطبة وزارة الصحة والهيئة العامة للغذاء و الدواء ، مشيرة إلى أن وزارة الصحة أفادت من الناحية العلمية أن حليب الاطفال الرضع البديل لحليب الأم هو الحليب المصنع، وفقا لمعايير دستور الاغذية العالمية وطبقا للمواصفات القياسية السعودية والخليجية للوفاء باحتياجات الرضع الغذائية حتى ستة أشهر من العمر، ومن الناحية الصحية لا يسمح بتقديم الحليب والاطعمة والمضاف لها العسل للرضع الذين تقل أعمارهم عن سنة وذلك لأنه قد يسبب التسمم بالبيتولزم الخطير على صحة الرضع، وكذلك يمنع اضافة النكهات الاخرى مثل الشكولاتة للرضع أقل من سنة لتأثيرها على زيادة نسبة الأوكسات وتأثيراتها السلبية على وظائف الكلى وعليه، فلا ينصح طبيا بحليب الأطفال المضاف إليه نكهات لأقل من سنة.