على الطريق أسفل جسر الستين الذي يقطع أحياء وسط جدة بالمنتصف، حيث لا يقل وجود الدوريات الأمنية ومن المستحيل أن تغيب دوريات الجوازات؛ تسيطر مجموعة من أبناء إحدى الجاليات العربية على مبنى من كون من عدة طوابق حولته إلى مستودع لشحن البضائع المصدرة إلى بلدهم. ودلالة على أريحيتهم في عملهم المخالف، استثمر واحد من بني جنسهم ركنا في الموقع لتحويله مقهى يقدم مشروباته لزبائن المستودع، كما أن ركنا آخر استرعى اهتمام امرأة من الجنسية ذاتها لتحوله إلى مطعم يقدم المأكولات الشعبية لذات الزبائن والعمال، كما أصبح الموقع مكانا لتجمع بني تلك الجالية وكثير منهم مخالف لأنظمة الإقامة والعمل. «عكاظ» التقت في البداية بمحمود إدريس (حارس المبنى المهجور)، وحاولت الدخول برفقته إلى داخل المبنى لكنه رفض معللا ذلك بإغلاق البوابة، وأثناء ذلك لاحظنا وجود ممرين سريين وبعد إلحاح منا دخلنا برفقته، وهناك ثار المتواجدون في الداخل ولولا لطف الله ثم وجود الحارس برفقتنا لأتخمونا طعنا وضربا بالسواطير والأسلحة البيضاء التي لا تفارقهم جلوسا ووقوفا. وكلما سألت «عكاظ» عن شيء يستشعر المسؤول خطرا من ورائه أنكر علاقته بالأمر وأنه زائر فقط لا غير، حتى خيل إلينا أن الكل زائرون فلا أحد يدير المكان، حتى الجالس خلف المكتب المتواضع في الداخل أنكر علاقته بالمكان سوى أنه زائر فقط لا غير. أحمد هيكل قال: كما شاهدت توجد ثلاجتان جديدتان وعدد من الكراتين المعبأة بالأغراض بغية شحنها إلى خارج المملكة، وهذا الموقع هو مستودع وقتي إلى أن تتم عملية الشحن، ولما سألناه عن شرعية عمله قال إنه زائر فقط ولا يعلم أين ذهب صاحب المستودع. وعن سر حملهم السلاح الأبيض قال إنه لزوم العمل فهم يستخدمونها في فتح الكراتين المغلقة. الناطق الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد أوضح ل«عكاظ» ان هناك دوريات أمنية وأخرى سرية ترصد مثل هذه المخالفات وتمررها الى الجهات المعنية، وعلى الفور يتم تجهيز فريق أمني لمداهمة مثل هذه البيوت المهجورة، وسبق أن تم ضبط عدد من مخالفي انظمة الاقامة والعمل، وبعضهم من المطلوبين في قضايا جنائية في مثل هذه المواقع. وأهاب بالاخوة المواطنين والمقيمين سرعة التبليغ عن مثل هذه المخالفات بالاتصال على الرقم 999 وسوف تسجل البلاغات بسرية كاملة.