يستغل مخالفو أنظمة الإقامة والعمل المباني المتهالكة والباحات المهجورة في أحياء شرق الخط السريع وجنوبي المحافظة منذ كارثة جدة، في استخدامها مقار لأعمالهم العشوائية، مثل مستودعات مؤقتة لتخزين النفايات، وأماكن لتجمعهم أثناء الليل وأطراف النهار؛ ما حول بعضها بؤرا للفساد في وضح النهار دون وجود رقيب. وعند امتلاء العربات التي كانت سمة خاصة بالأسواق التجارية الضخمة، يتم تفريغها في المناطق والمنازل المهجورة شرق الخط السريع، ويستمر المنوال يوميا من بعد الفجر حتى ساعات الليل المتأخرة، وسط سعادة عارمة من العاملات كونهن يعتبرن عملهن خيرا ومثمرا بدلا من سلوك طرق أخرى. وأوضح ل«عكاظ» مدير عام مشاريع النظافة في أمانة جدة محمد الغامدي أن نبش الحاويات من قبل مخالفي أنظمة الإقامة والعمل في أحياء المحافظة، وبالأخص حي الجامعة، يعدا تقصيرا واضحا من الجهات المعنية بضبط الحالات المماثلة، مبينا أنه تم رصد المواقع والتوقيت الذي يتم فيه نبش الحاويات وتجميعها وفرزها من قبل الأمانة، والتي ستناقش المشكلة في ورشة عمل في آخر جمادى الآخرة الحالي. وقال مدير عام مشاريع النظافة إن المشكلة لم تنحصر في النظافة فحسب، فتفاقم المشكلة وإهمالها منذ وقت طويل واستيطان العمالة المخالفة يعتبر السبب الرئيس لتوسع دائرة القضية، معتبرا أن الجهات المسؤولة عن إيقاف هذه التجاوزات لا تزال تقف موقف المتفرج. من جهته، أبلغ «عكاظ» المتحدث الإعلامي في أمانة محافظة جدة أحمد الغامدي وجود تنسيق مشترك بين الأمانة والشرطة والأمن الوقائي لضبط المخالفين من نابشي حاويات النفايات، داعيا أصحاب الباحات (الأحواش) المهجورة والمباني المتهالكة إلى التأكد من خلوها من بعض من يستغلونها مستودعات لتخزين ما تم نبشه من الحاويات بشكل مؤقت. بدوره يقول عبد العزيز العزب (من سكان الحي) إن العمال المسؤولين عن نظافة حي الجامعة لا ينجزون أعمالهم اليومية، مطالبا الأمانة بإعادة النظر في تنظيف الحي ومراقبة (الأحواش) التي باتت تستخدم مرادم للنفايات.