حي الغالة الشعبي شرق العاصمة الرياض تقول التقارير عنه إنه خارج التطوير وتجميع بؤر العصابات ومخابئ أرباب السوابق في تسويق الممنوعات والخمور والمخدرات. في ظلمة الليل يتمدد الحي ويصبح مرتعا للأشباح كما يقولون. فالحي بؤرة مناسبة للمخالفين من كل شاكلة ولون ومن كافة الجنسيات. وبحسب الشهود، فإن المشبوهين يعمدون إلى تعطيل مصابيح الإضاءة في محيط الحي لضمان تحركاتهم الآمنة في طرق وشوارع هادئة مسفلتة وترابية، كما أن وجود عدد كبير من المستودعات في الحي يتيح لأكبر عدد من الغرباء التحرك بهدوء وحرية. ويخشى السكان حركة الليل .. فيضطر أغلبهم إلى غلق أبوابهم نجاة بسلامتهم وعوائلهم وأطفالهم، بل إن بعضهم أصدر تعليمات إلى صغاره بعدم الخروج ليلا تحت أي ظرف من الظروف. أغلب مساكن الحي من الطراز الشعبي وأخرى مشيدة بالصفيح والألواح الخشبية ويقطن هذه الوحدات عدد كبير من المخالفين والمتخلفين .. وهناك مهجورات خصصت من المشبوهين لإخفاء الممنوعات والممارسات السيئة. وزاد من بؤس الحال افتقار الحي للخدمات البلدية وأعمال الرقابة وتنتشر عشرات المتاجر المخالفة للنظافة واشتراطات السلامة العامة إلى جانب تواضع شبكة الصرف الصحي. «عكاظ» توغلت إلى الغالة بالعدسة والقلم وعايشت سكانه لعدة ساعات، ولعل أولى الملاحظات أن السكان يتوجسون من أي غريب، فكانت النظرات تحيط بسيارتنا، فأغلب الظنون تمضي إلى أن الزائر الغريب من جهة أمنية وعلى ذلك يتخذ المشبوهون تحوطاتهم المانعة للضبط المساعدة للهرب والفرار. شقت السيارة الشارع المهترئ لمسافة غير بعيدة وبين أعمدة تيار خربتها الأيدي العابثة. لكن الذي ساعد «عكاظ» في مهمتها تنكر المحرر في زي غريب. أغلب من رأيتهم ورأوني اعتبروني واحدا من المتعاطين أو المروجين، ما سهل مهمتي وإبعادي من الشكوك، وقد تكفل عدد من سكان الحي الأصلاء في تبصير «عكاظ» بالمعاناة اليومية، كما سهلوا مهمة المصور في التقاط المشاهد. يفتقر الحي رقابة الخدمات البلدية والصحية والغذائية، إذ تنتشر المحال والتموينات والمطاعم المخالفة للأنظمة الصحية والنظامية، وبعض أصحاب البقالات لا يغلقون محالهم حتى ساعات الفجر وتشكل تلك المتاجر تجمعات للمشبوهين والباعة الجائلين. ويشتهر حي الغالة (الفيصلية حاليا) بعصابات بيع المخدرات والخمور، ومن بين المواقع الخطرة ما أطلق عليه «الدكة»، حيث يتجمع المشبوهون كل يبحث عن ضالته. تنبه أحدهم لوجودي وسألني عن سر تواجدي في الحي فأوهمته عن بحثي لصديق لكن الإجابة لم تكن كافية فدخل السائل في حملة تحقيق ثم أفصح عن رغبته في عرض كبتاجون مع استعداده لتوفير المطلوب. تجمع الدكة أشخاصا يعرضون بضاعتهم في الخفاء عن طريق الشفرات والألقاب السرية. ولم ألحظ طوال تواجدي حركة لسيارات أو دورية أمنية. ومع البؤر الإجرامية يشكو السكان من تلوث مياه الشرب وعدم استكمال مشروع الصرف الصحي، حيث تم إنجاز نصف المشروع، وهو الأمر الذي نتج عنه طفح هائل مثل النهر الصغير، الأمر الذي بقي لسنوات دون إصحاح أو تعديل.