فيما أثار قرار وزارة الصحة القاضي بإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية الجديدة خارج حدود مكةالمكرمة أحاديث عن عدم وجود كوادر طبية مسلمة قادرة على العمل في الصرح الطبي الضخم، سارع المدير التنفيذي للمدينة الدكتور حسن باخميس إلى نفي هذه الأقوال، والتأكيد على أن السبب الرئيس يعود إلى ضيق المساحة المخصصة سابقا داخل العاصمة المقدسة. وأكد ل «عكاظ» المدير التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية أن السبب لا يعود إلى نقص في الكوادر الصحية من أطباء وممرضين مسلمين، مبينا أن الموقع المخصص سابقا للمدينة لا يسمح بالتوسع بعد 20 عاما من الآن. وكانت وزارة الصحة مؤخرا أقرت إنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية الجديدة خارج حدود مكةالمكرمة، واختيار منطقة الشميسي مقرا دائما للمدينة الطبية التي لم يمض على إنشائها في منطقة دقم الوبر في العاصمة المقدسة سوى ثلاثة أعوام، لأسباب جوهرية كما ذكرت. وقال المدير العام التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الطبية إن القرار السامي الكريم نص على الموافقة على إنشاء مدينة الملك عبد الله الطبية الجديدة خارج حدود مكةالمكرمة، إضافة إلى المستشفى القائمة حاليا، مضيفا «ستستمر المنشآت الطبية الواقعة في مدينة الملك عبدالله الحالية في عملها في خدمة المرضى، وهي مرجع لكافة مستشفيات مكةالمكرمة». وطمأن الدكتور حسن باخميس مواطني مكةالمكرمة باستمرار العمل في مدينة الملك عبدالله الطبية الواقعة في حمى العاصمة المقدسة حتى بعد إنشاء المدينةالجديدة وفقا للمرسوم الملكي الصادر. وبين الدكتور حسن باخميس أن بدء التغيير في مدينة الملك عبد الله الطبية من داخل مكة إلى منطقة الشميسي جاء بعد اعتماد ميزانية المدينة الطبية، وتخصيص أقسام لزراعة الأعضاء وزراعة الكبد وزراعة الرئة وزراعة القلب «وهذه التخصصات الدقيقة جدا تحتاج إلى أمرين، الأول كفاءات طبية عالية المستوى وقد تكون غير مسلمة، الأمر الثاني أن التفكير بدأ الآن ووضعت استراتيجية تقنن العمل المستقبلي للمدينة الطبية بما فيها التمدد السكاني». وبرر مدير عام المدينة الطبية المبالغ التي صرفت في إنشاء المدينة الطبية الحالية في مكةالمكرمة بأنها صرفت في بناء وتشغيل المدينة في الفترات الماضية «ولم يتم هدرها كما يردد»، مفيدا بأن المخصصات صرفت على إنشاء معامل قسطرة قلب، علوم عصبية، وتقديم خدمات طبية للمواطنين والزوار، ولا تزال هذه الخدمات تقدم بشكل متميز، وستستمر في علاج المرضى، وليس صحيحا أن إنشاء المدينة الطبية خارج مكة يعني نقل المدينة بكامل محتوياتها وتتراجع إمكانيات المستشفى، على العكس القرار السامي نص على استمرار تقديم الخدمات الطبية في مدينة الملك عبدالله في موقعها الحالي، إضافة إلى توفير خدمات متقدمة جدا في الموقع الجديد. وكشف الدكتور حسن باخميس عن أن مشروع مدينة الملك عبدالله الطبية في المنطقة الغربية سيقام على مساحة تقدر بمليوني متر مربع، ويقع المبني الجديد على طريق مكةجدة السريع، وسيتيح تقديم خدمات طبية عالية ودعم التشغيل الطبي وغير الطبي، مبينا أن السعة السريرية للمدينة الطبية 1500 سرير، وستوزع على عدد من المراكز بسعة لا تقل عن 100 سرير. من جهته، أكد ل «عكاظ» المدير السابق لمدينة الملك عبدالله الطبية الدكتور خالد السميري قرار وزارة الصحة بإنشاء مدينة الملك عبدالله الطبية خارج نطاق مكةالمكرمة، موضحا «أنا مع قرار إنشاء المدينة الطبية الجديدة خارج مكة لكون القرار يتيح الفرصة للمدينة لتستقطب أكبر قدر ممكن من شرائح الأطباء بغض النظر عن جنسياتهم ودياناتهم، وهذا أمر مهم ويعطي آفاقا كبيرة للمدينة الطبية، إضافة إلى أن المدينة الطبية سيتم إنشاؤها على مساحة كبيرة، وهذا يضمن عدم مواجهتهم أي مشكلات في البناء لقرون قادمة، ويتيح لها التوسع المستقبلي». وقال الدكتور خالد السميري المطلع على تفاصيل إنشاء المدينة الطبية المقامة في العاصمة المقدسة، إن المدينة المقامة حاليا لم يوضع لها أي شيء جديد، والمستشفى المنشأ حاليا فيها كان في الأساس مستشفى منى العام البديل، وتم اعتماده من قبل 7 سنوات، وجاء القرار بضم المستشفى العام مع التخصصي ومستشفى الولادة، وتسميتها مدينة الملك عبدالله الطبية في مرحلتها الأولى. وبين المدير السابق للمدينة أن جميع الأبراج الطبية التي جاءت في خطة مدينة الملك عبدالله الطبية من مبان طبية ومبان تخصصية لم ينفذ منها أي مشروع، ولم تعتمد إلا في العام الماضي، مضيفا «كانت هناك رؤية أنه في حال اعتماد الميزانية لمشروع مدينة الملك عبدالله الطبية زيادة المساحة الواقعة عليها المدينة الحالية أو نقلها إلى موقع آخر، وطرح ذلك في حينه على أمانة العاصمة المقدسة ولم توافق على منح كامل الأرض المجاورة للمدينة لوجود إدارات حكومية أخرى لها الأحقية بالبناء فيها، ولذلك بدأ من هنا التفكير بإمكانية إقامة المدينة المعتمدة فعليا في منطقة مساحية محدودة غير قابلة للزيادة في المستقبل أم لا». واعتبر مواطنون تحدثوا إلى «عكاظ»، أن قرار إنشاء مدينة الملك عبد الله الطبية في منطقة الشميسي خاطئ، بل وصفوه بالقرار الذي جاء متأخرا، فلا يعقل أن يتم إنشاء المدينة الطبية الحالية ب 580 مليون ريال، وبعد 3 سنوات من بنائها يصدر قرار بنقلها خارج مكةالمكرمة لاعتبارات ضيق المساحة المكانية. وذكروا بأن القول بأن ندرة التخصصات من أسباب نقل المدينة لا يبرر القرار كون وزارة الصحة كان يفترض منها دراسة المشروع دراسة وافية، ووضع استراتيجية بعيدة المدى تستحضر كافة المتطلبات التي تحتاجها أي مدينة طبية في العالم، وإذا كانت الوزارة قصرت في وضع خطة بعيدة المدى، ورصدت الحاجة إلى استقطاب أطباء واستشاريين غير مسلمين لسد الفراغ في التخصصات الطبية الدقيقة، كان على الوزارة الاستعانة بالخبرات العالمية عن طريق الطب الاتصالي كون الطب تطور وأصبحت وسائط التواصل مع الأطباء حول العالم أمرا متاحا ولا يحتاج إلى كل هذا التعقيد.