تجاهل النظام السوري زيارات مراقبي الجامعة العربية الميدانية لبعض المدن التي تشهد احتجاجات، وواصلت قواته قمع المحتجين، ما أدى أمس الى مقتل 25 مدنيا منهم 6 في حماة و4 في دوما القريبة من العاصمة دمشق و5 في محافظة إدلب، في وقت يستعد السوريون للتظاهر اليوم في جمعة أطلق عليها الناشطون مسمى «جمعة الزحف الى ساحات الحرية» للتأكيد على رفضهم نظام الرئيس بشار الأسد. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان البارحة أن عدد الشهداء المدنيين في مدينة دوما بريف دمشق ارتفع الى 4. وكان المرصد أشار في وقت سابق أمس الى مقتل 3 مدنيين وإصابة أكثر من 20 متظاهرا إثر اطلاق الرصاص قبل قوات الأمن على عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة الجامع الكبير في دوما تزامنا مع وصول لجنة المراقبين العرب الى مبنى بلدية المدينة. وتحدث عن محاصرة النساء داخل الجامع وإطلاق رصاص كثيف في حي الحجارية. ولاحقا، ذكر المرصد ان نحو 30 الف مواطن يعتصمون في ساحة المسجد الكبير في دوما التي دخلت في حالة عصيان مدني مع تراجع قوات الامن الى المراكز الأمنية والحكومية.وفي ريف دمشق ايضا، تحدث المرصد عن مقتل مدنيين اثنين في عربين ومدني في الكسوة و3 مدنيين في معضمية الشام. وأوضح أن 5 مواطنين اصيبوا بجروح اثر اطلاق قوات الامن الرصاص الحي على متظاهرين في حي كفر سوسة في دمشق دمشق، لافتا الى محاصرة 15 امرأة داخل احد مساجد الحي.وفي حماة حيث وصلت ايضا مجموعة من المراقبين قتل 6 مدنيين على الاقل بينهم فتاة في السادسة عشرة من عمرها وفتى في الرابعة عشرة من عمره. كما قتل 5 مدنيين في محافظة ادلب، اثنان منهم في المسطومة وثالث قتل في خان شيخون، واثنان آخران في مدينة معرة النعمان، وكذلك قتل 4 مدنيين في حمص. واعتبر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن في تصريح أمس ان «مبادرة الجامعة العربية هي الضوء الوحيد في الليل المظلم الآن»، مضيفا «لا نريد ان نصدر الاحكام المسبقة قبل ان تنتهي مهمة الجامعة». وأكد ان مجرد وجود اللجنة في حمص كسر حاجز الخوف عندما استقبلت أمس الأول بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 الف شخص. ومن جانبها، ذكرت قناة (دنيا) التلفزيونية الخاصة القريبة من النظام ان مجموعات من المراقبين العرب زارت أمس درعا، حرستا وحماة. دبلوماسيا أشادت الصين بالمهمة «الموضوعية» التي تقوم بها بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، متخذة موقفا مناقضا للولايات المتحدة وفرنسا اللتين شككتا في امكان ان يتمكن المراقبون من اداء مهمتهم بسبب قلة الوقت او القيود على حرية التنقل. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ان «الصين ترحب بالتحقيقات الموضوعية لمراقبي الجامعة العربية في سوريا». وقد اعربت باريس وواشنطن عن قلقهما من عدم تمكن مراقبي الجامعة العربية من الحكم على حقيقة الوضع في سوريا.