لا بد أن نستشعر قوة وقدرة الله عز وجل، العالم بكل شيء، والمصرف لكل شيء. فقوانين الكون لا تسير إلا بأمر الله وبتدبيره عز وجل، بل إن الله تعالى قد سيطر على قوانين الكون في وقائع كثيرة، وبأدلة أثبتها التاريخ على مر العصور مع الأنبياء والمرسلين والكثير من المتقين منذ عهد أبينا آدم وإلى عهد سيدنا محمد، وإلى حين نزول سيدنا عيسى للأرض، عليهم جميعا أفضل الصلاة والسلام، وستستمر سيطرته عز وجل على قوانين الكون إلى ما شاء الله تعالى. وإذا تأملنا في آيات القرآن الكريم، وما جاء فيها من حوادث حقيقية حدثت في عصور الأنبياء والمرسلين وأبهرت علماء العصر الحديث، حيث خالفت وقائعها كل قوانين الكون، حينها ستزداد إيمانا بعظم قدرة الله عز وجل، ومن تلك الحوادث الخارقة لقوانين الكون: حادثة انفلاق البحر لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام إلى أن عبره مع بني إسرائيل ثم عاد البحر كما كان، وبعد عبورهم أغرق الله تعالى فرعون وجيوشه، وقد أثبت ذلك علماء الأرض الجيولوجيون في عصرنا الحاضر، وكحوادث شفاء المسيح عليه الصلاة والسلام للأكمه والأبرص، فضلا عن ولادته بدون أب من سيدتنا مريم العذراء عليها السلام «وللإحاطة فاسم سيدتنا مريم العفيفة الطاهرة التي عزفت عن الزواج منذ كانت فتاة حتى توفيت هو اسم المرأة الوحيدة التي صرح الله عز وجل به في القرآن الكريم، ولم تتم الإشارة لاسم امرأة غيرها»، كما أن من الحوادث التي خالفت قوانين الكون حادثة انشقاق القمر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وقد أثبت ذلك علماء الفضاء، وهناك الكثير من تلك الحوادث الخارقة التي قررها علماء الكون ونشرتها كتب ومجلات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وفي سيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وما أكثر شواهد رحمات الله عز وجل وحفظه لعباده الملتزمين بأداء الصلوات المفروضة كما أمر بها تعالى خاصة صلاة الفجر، ورعايته عز وجل لمن داوم على الأدعية والأذكار النبوية، وبعموم الخيرات لمن أكثر من الاستغفار، وفي الحديث القدسي عن رسول الله عليه الصلاة والسلام قوله تعالى (أنا عند ظن عبدي بي). ومن عظيم محبة الله تعالى لعباده الموحدين أنه عز وجل خلق الكون بما فيه من مجرات وكواكب ونجوم وأقمار وبساتين وأنهار وسهول وجبال وأودية وبحار ونسيم وأمطار، خلقه تعالى كله لعباده الموحدين، وبموت الموحدين وبقاء شرار الخلق المجرمين حينها يأمر الله عز وجل بقيام الساعة الكبرى، فيطوي السماء ويفجر البحار ويدك الجبال ويدمر كل شيء. ويجب علينا التمعن في أسماء الله تعالى وصفاته، ولا بد أن نعلم أن اسم الله الأعظم هو (الله)، حيث تم تتويج القرآن الكريم بلفظ الجلالة في أكثر من ألفي آيه، كما أجمعت على ألوهية الله جميع الديانات السماوية.