غيّب الموت البارحة الأولى الشاعر الكبير محمد كامل خجا عن 73 عاما بعد رحلة طويلة مع الثقافة والأدب والشعر، ساهم خلالها الراحل بإثراء الساحة الثقافية والأدبية والشعرية بالكثير من المؤلفات. ولد االشاعر الراحل في المدينةالمنورة في أوائل الستينات من القرن الرابع عشر الهجري، حيث بدأ حياته الفكرية والأدبية في عمر صغير، وبالتحديد في السنة الثانية عشرة من عمره، حيث نشر إنتاجه في عدد من الصحف المحلية والعربية فلم يصل عمره إلى الرابعة عشرة حتى أطلق عليه لقب (النسر الصغير)، وشارك بعد ذلك في العديد من المؤتمرات منها مؤتمر الأدباء العرب في سورية عام 1957م ضمن وفد المملكة، بالإضافة إلى مشاركته في عدة مؤتمرات ومهرجانات وأمسيات فكرية وشعرية داخل المملكة وخارجها، فيما عمل الراحل سكرتيرا لتحرير جريدة عكاظ في بداية صدورها ثم انتقل كمدير تحرير لجريدة الخليج العربي، كما عمل أيضا سكرتيرا عاما للصحافة في وزارة الإعلام بالرياض، ثم مديرا للعلاقات العامة بالوزارة لينتقل عمله إلى المدينةالمنورة حتى تقاعده، وقد وجدها الشاعر الراحل فرصة للتفرغ للبحث والدراسة وجمع وترتيب منجزاته الفكرية والأدبية والشعرية. عرف خجا بأسلوبه المميز الجريء المقنع فكريا وشعريا وقد صدر له عدد من المؤلفات الفكرية والأدبية التالية مثل (موقعنا من الحضارة ضمن الإطار العالمي) و(رحلة البشرية عبر الزمن) و(أعلام في دائرة الضوء) و(أفكار من المدينةالمنورة) و(خلاص الحق بدين الحق). وله مجموعة كبيرة من المؤلفات. «عكاظ» تحدثت إلى الدكتور ناصر الحجيلان وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية، فعبر عن بالغ حزنه وأسفه لوفاة الشاعر والأديب الكبير محمد كامل خجا مؤكدا ل«عكاظ» أنه تألم لوفاة أستاذنا محمد كامل خجا فقد كان مدرسة شعرية كبيرة ساهمت في إثراء الساحة الشعرية والأدبية السعودية بشكل كبير، إضافة إلى مؤلفاته التي ستظل شاهدا على ما قدمه هذا الرمز الثقافي للمشهد الأدبي والثقافي في المملكة. مقدما تعازيه وصادق المواساة لأسرة الفقيد وأسال الله له الرحمة والمغفرة، وأن يتغمده بواسع رحمته. كما تحدثنا إلى أبناء الراحل فكان الحديث مع ابنه جهاد فأكد أن والده زرع فيهم حب الأدب والشعر والثقافة، فقد كان الفقيد مولعا بالشعر، وعكف طوال حياته على إثراء المكتبات بالشعر والنتاج الأدبي والثقافي، فكان مرجعا ثقافيا كبيرا، وأضاف جهاد قائلا:عزاؤنا الوحيد كل هذا الحب الذي حظي به من الجميع. من جانبه، أكد ابن الفقيد مجد محمد كامل خجا أن والده كان أبا حنونا بكل ما تعنيه الكلمة، فقد كان طوال حياته مثالا وقدوة لهم في التعامل والتسامح والاحترام للجميع، بالإضافة إلى ولعه الكبير ببحور الشعر والأدب، فكان -رحمه الله- يملك مكتبة كبيرة تضم في جنباتها أمهات الكتب والعديد من المراجع النادرة، وكل هذا جعله يملك مخزونا أدبيا وثقافيا كبيرا. فيما يرى ابنه مأمون أن والده كان يعد علما من أعلام الأدب والثقافة، وله العديد من الإسهامات الأدبية والفكرية، التي قدم من خلالها نتاجا أدبيا وفكريا راقيا كان مكان بحث ودراسة وإطلاع.