ما إن يهاجم ثعبان منزل إحدى الأسر في الشقيق حتى يذكر الشاب محمد معدي طاهر الحميدي البالغ من العمر ثمانية وعشرين سنة والذي عشق القبض على الثعابين والعقارب والحيوانات شبه المفترسة مثل الثعالب والطيور الجارحة التي تعيش بعيدة عن المساكن والضوضاء وقد بدأ محمد هذه الهواية منذ أول لدغة له من عقرب وهو في سن الطفولة حيث تحولت الرهبة إلى عشق لملاحقة تلك المخلوقات وقد زادت تلك الهواية أو العشق عندما التحق بالعمل في إحدى الشركات المتعاقدة مع بلدية الشقيق والتي تعنى بالرش ومحاربة القوارض بالإضافة إلى تحدي بعض زملائه له لابتلاع ثعبان بعد اصطياده وبدون طهي حيث فعل ذلك دون أن يؤثر عليه بعدها عرف الحميدي أنه يتمتع بروح التحدي ومواجهة مثل تلك الكائنات الخطيرة حيث بات رجل المهمات الصعبة بين أهل حارته وأقاربه إذا لا يهاجم ثعبان منزل إلا ويتم الاستنجاد بالحميدي للقبض على تلك القوارض السامة أبو خالد قال إنه أثناء عودتي إلى منزلي منعني ثعبان كان داخل المنزل من الدخول ولم استطع مجابهته وقد قمت بالاستعانة بمحمد وبالفعل لم تأخذ عملية القبض على الثعبان حيا أكثر من دقيقتين حيث طلب مني قطعة قماش وجاء به يحمله في يده دون خوف منه ومعلننا لأسرتي انتهاء حالة الهلع من هذا الزائر الثقيل فيصل شداد أحد أصدقاء محمد قال إنني عند زيارتي له في غرفته قبل جلوسي أقوم بتفتيش المكان الذي أنوي الجلوس فيه للتأكد من خلوه من الثعابين والعقارب التي يصطادها حيث أتفاجأ دائما عند ايقاضي له أثناء دوامنا الذي نعمل به سويا بوجود ثعبان تحت وسادته أو على سرير نومه أو بثعبان في علبة في أحد أركان الغرفة حيث تربطه بها علاقة حميمية وأما صديقه الجابر فقال لقد شجعني محمد للخوض في تجاربه حتى أصبحت محبا لهذه الهواية وأحب الاحتفاظ بتلك المخلوقات وتوظيفها لصناعة مقالب مضحكة مع زملائي. «عكاظ» التقت محمد وسائلته عن العلاقة الحميمية مع مثل هذه الكائنات فقال إنني أتحدى نفسي ومن حولي للسيطرة على مثل هذه الكائنات والقبض عليه وأنني لا أحب قتلها وقد يكون هذا الرابط بيني وبينها وقد تعرضت لعدة قرصات خفيفة ولم تؤثر على صحتي ولله الحمد وأطمح للالتحاق بالدفاع المدني لأكون أحد كوادره الوطنية وتوكل لي مثل هذه المهام والالتحاق بدورات لدراسة مثل هذه الكائنات السامة والقاتلة التي تشكل خطرا على حياة الإنسان.