أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن الهيئة تضع الشباب في مقدمة اهتمامها سواء من خلال برامجها الحالية، أو من خلال خططها المستقبلية. وأن المملكة تنظر للتراث العمراني كاستثمار للمستقبل، وقال «نريد استثمار مواقع التراث العمراني لإعادة إحياء تاريخنا المجيد، وإخراج هذا التاريخ من بطون الكتب، لتتحول المواقع التراثية المنتشرة عبر أرجاء بلادنا الشاسعة إلى مواقع حية يعيش فيها المواطن وأسرته»، مبينا أهمية مواقع التراث الوطني في تعزيز البعد الحضاري لدى الشباب، مطالبا الشباب بالنظر بكل اعتزاز للمواقع التاريخية وما تعاقب عليها من حضارات. وبين الأمير سلطان بن سلمان في كلمته التي ألقاها في اللقاء الأول للمجموعات التشاورية الشبابية في المناطق الذي نظمتها الهيئة أمس الأول في الرياض، ركزت الهيئة على الشباب ودوره في التنمية السياحية والارتقاء بها في المستقبل، مبينا أن الهيئة والرئاسة العامة لرعاية الشباب توجت تعاونهما باتفاقية أثمرت عن عدد من البرامج والأنشطة في مجال سياحة الشباب، وقال «الهيئة تولي جانبا كبيرا من اهتمامها بمشاركة وتفاعل واستفادة الشباب من أنشطتها، لذا جاء تشكيل المجموعات التشاورية الشبابية بالمناطق ليكون امتدادا لاهتمام الهيئة بهذه الشريحة والحرص على إشراكهم في برامج وخطط التنمية السياحية واستغلال أوقات الفراغ بالترويح والترفيه والمعرفة، انطلاقا من نهج الشراكة الذي دأبت عليه مع كافة مؤسسات وفئات المجتمع، واتساقا مع أسلوب الهيئة بأخذ آراء الفئات المستفيدة قبل وضع أي برنامج أو إقرار توجهه، وهو النهج الذي دعانا لتشكيل هذه المجموعات ومتابعة عملها». وأضاف، «الهيئة سعت منذ إنشائها لتنمية نمط سياحة الشباب من خلال العديد من البرامج والأعمال، بالتعاون مع الرئاسة ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي، وعملت على توفير أنشطة سياحية شبابية، وإشراك الشباب في البرامج التوعوية عن السياحة والتراث الوطني، إضافة إلى الجهود التعليمية والتدريبية بالتعاون مع الجامعات السعودية». وتطلع الأمير سلطان بن سلمان أن تكون المواقع والخدمات السياحية بالمستوى اللائق الذي يجذب الشباب ويحقق متطلباتهم ويهيئ لهم التجربة السياحية المتكاملة، داعيا الشباب إلى زيارة مناطق المملكة والاستمتاع بما تتميز به من مقومات سياحية فريدة والالتقاء بإخوانهم المواطنين من الشباب في كافة المناطق، وقال «المواطنون ومنهم الشباب لا يعرفون الكثير من المواقع والمناطق السياحية والطبيعية في بلادهم، ونحتاج إلى أن نعمل سويا لنحدد جوانب التطوير ووسائل رفع الجاذبية في مناطقنا لتكون مهيأة لاستقطاب شبابنا»، وأضاف «الشباب السعودي مميز ويحيي خدمة وطنية، والمملكة لم تقم إلا على سواعد الشباب، مسؤولية كافة القطاعات دعم هذه الفئة العامة وتحقيق تطلعاتها»، مؤكدا أن الهيئة ركزت أيضا على جانب آخر وهو توفير فرص العمل للشباب في قطاع السياحة، وقال «المهن السياحية تشهد إقبالا كبيرا من الشباب للالتحاق بها، مما أسهم في تحقيق زيادة ملحوظة في نسبة التوطين في قطاع السياحة تجاوزت 26% كأحد أعلى القطاعات في توطين الوظائف». وقال إن إقبال الشباب الكبير على الوظائف السياحية والأنشطة المرتبطة بها لم يكن مفاجئا لمن يعرف طبيعة المواطن السعودي ومدى ملاءمة الوظائف السياحية له، خصوصا بما تحمله من فرص للترقي والتطور، إضافة إلى توفرها في جميع المناطق دون تكدس في موقع دون الآخر، وكذلك لارتباطها بمفاهيم الضيافة والتواصل مع الآخرين وهي مزايا متأصلة في نفوس المواطنين، وقال «عملت الهيئة على دعم الشباب في مجال استثمار المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السياحة والتراث، وهو ما عملت عليه الهيئة بالتعاون مع عدد من الصناديق التمويلية مثل صندوق المئوية والبنك السعودي للتسليف والادخار».