أفاق العراقيون صباح أمس على سلسلة تفجيرات عنيفة هزت العاصمة بغداد وأوقعت 63 قتيلا و194 جريحا، فيما قتل خمسة أفراد من عائلة واحدة في انفجار في بعقوبة وجنديان في الموصل، ما فاقم الأزمة السياسية التي تعصف بالعراق. وأصدر رئيس الوزراء نوري المالكي بيانا ربط فيه بين التفجيرات والتطورات السياسية، معتبرا أن توقيتها واختيار أماكنها يؤكد الطبيعة السياسية للأهداف التي يريد هؤلاء تحقيقها، علما بأنها تأتي بعد أقل من 72 ساعة من انسحاب آخر القوات الأمريكية، وفي وقت تعيش البلاد على وقع أزمة سياسية حادة على خلفية إصدار مذكرة توقيف بحق نائب الرئيس طارق الهاشمي بتهمة الإشراف على «فرق موت»، ما يهدد التوافق السياسي الهش الذي تستند إليه الحكومة. وعلى ضوء هذه التفجيرات، قررت رئاسة البرلمان العراقي عقد اجتماع طارئ لقادة الكتل السياسية اليوم بهدف تدارك الوضع الأمني والسياسي. ودعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر كافة قيادات العراق إلى العمل بصورة عاجلة ومسؤولة ومتحدة للاضطلاع بمسؤولياتها من أجل إنهاء العنف. بينما دانت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التفجيرات التي استهدفت بغداد ودعت إلى «حوار غير مشروط» منددة ب «إرهابيين» يحاولون «استغلال وضع سياسي هزيل».وقال وزير خارجية بريطانيا وليام هيغ إن «هذه الهجمات الجبانة تأتي في وقت يشهد فيه العراق توترا سياسيا. وعبر عن أمله في أن يعمل القادة من جميع الأطياف السياسية والطائفية على إجراء حوار لضمان الاستقرار السياسي للعراق وبناء مستقبله».