كيف أكون صاحب همة عالية خصوصاً أنني لا أريد أن يكون همي توافه الأمور وانشغالي بالأمور الدنيوية، وما هي أسباب ضعف الهمة اليوم؟ طلال الدوسري الخبر حتى تكون صاحب همة عالية، عليك أولا إخلاص النية لله عز وجل، وفي تاريخنا أمثلة للهمم العالية، فانظر كيف كان التابعون ينتقلون في مسافات طويلة من أجل سماع حديث واحد للرسول صلى الله عليه وسلم والتثبت منه. ولضعف الهمة اليوم عدة أسباب منها حب الدنيا وكراهية الموت، والتنافس واللهث وراء مغريات الدنيا ومفاتنها من بيوت فاخرة للتباهي، وسيارات ومناصب، وكذلك الفتور والشعور بالكسل وعدم القيام بما يجب عليك القيام به، والتسويف وهو قاتل صامت إذ كلما همت النفس بشيء فيه خير أعاقها، كذلك من أسباب الهمة الضعيفة اليوم، إهدار الوقت وهو أنفس ما عنيت بحفظه، وعدم تنظيم الوقت وتمضيته في ما لا طائل مثل مشاهدة القنوات الفضائية لساعات طويلة في برامج وأفلام غير هادفة، أو السهر مع الأصدقاء أو كثرة التجوال في الأسواق وغيرها من مضيعات الوقت وكما قيل الوقت هو الحياة. وأما أسباب الارتقاء بالهمة: إخلاص النيه لله عز وجل والشعور باهمية الارتقاء لقول الشاعر: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم كذلك العلم يرتفع بالهمة ويورث صاحبه مراتب عالية وينير طريقه وحياته، لأنه يفتح له الأبواب فلا تقبل نفسه بالدون وإنما بمعالي الأمور، وكذلك التحول والابتعاد عن البيئة المثبطة الداعية إلى الكسل والخمول والدون، سواء كانوا أصدقاء أو غيرهم، كذلك الأصدقاء لهم تأثير كبير علينا في تشجيعنا أو تحبيطنا كما قيل «الصاحب ساحب» سواء للخير أو الشر، كذلك صحبة أصحاب الهمم العالية كما يقول عليه الصلاة والسلام «إن من الناس ناساً مفاتيح للخير مغاليق للشر»، وقال الحسن البصري «وإخواننا أحب إلينا من أهلنا وأولادنا لأن أهلنا يذكروننا بالدنيا وإخواننا يذكروننا بالآخرة»، فالصحبة مهمة جداً في ارتقاء الهمم، كذلك قراءة قصص أصحاب الهمم العالية والتأسي والقدوة بهم وبسلوكهم، واعلم أن كبير الهمة يحمل هم الأمة.