حذر سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ، رئيس هيئة كبار العلماء ، من الكسب الحرام ومن جني الاموال بالباطل ، وبالطرق غير المشروعة ، وطالب سماحته كل من اكتسب مالا من حرام ان يتخلص منه اليوم قبل غد، مؤكدا انه سيلحق به الضرر في الدنيا والآخرة ، ويكون سببا من اسباب التكاسل عن الطاعة ، جاء ذلك في خطبة الجمعة التي القاها سماحته في الجامع الكبير بمنطقة قصر الحكم ، والتي تناول فيها الاسباب التي تدفع المسلمين إلى التكاسل عن الطاعات ، وكيفية التخلص منها. وقال المفتي العام ان التكاسل عن الطاعة تغير عبادة المرء بربه ، وتجعلها تفتر وتتراجع وتكاد تنقطع ، وهذا بلاء عظيم، وعلى المسلم ان يحذر ذلك ويعمل على تجنبه ، ويزيد صلته بالله ، ويقف مع نفسه ويتخلص من هذه الامور ، مضيفا ان الكسل عن الطاعة من اخلاق المنافقين الذين انعدم الايمان عنهم ، وتملك الهوى في قلوبهم ، مرجعا ذلك الى كثرة المعاصي والمخالفات الشرعية التي يقع فيها المتكاسلون عن طاعة الله ، مضيفا ان هذه المعاصي والمخالفات تتمكن من قلوب المرء وتتحكم فيه وتبعده عن الطاعات ، وتجعله يغرق في المعاصي ، وايضا فقدان العبد ثمرة العبادة ، وتجعله لا يتصورها ، وايضا من اسباب الكسل أكل الحرام والمعاملات الربوية التي حرمها الله ، مضيفا ان اكل الحرام يقسي القلوب ويضعفها ، وهي من المصائب العظيمة ، ومن البلاء الكبير ، وايضا مرافقة أهل السوء ومن لا ورع ولا تقوى ولا ايمان ولا اخلاق لهم ، الذين يوغلون في ارتكاب جرائم الفساد والافساد ، واكل الحقوق. وطالب سماحته المسلمين بتقوى الله والاخلاص في العبادة والتزام الصدق واخلاص النية والرزق الحلال ، مؤكدا ان الاخلاص في عبادة الله يقوي صلة المرء بربه ، وحذر سماحته من ان تطيل فترة تكاسل المسلم عن الطاعة ، والاغترار بالدنيا ، والغفلة عن الموت. وقال سماحته إن الخلاص من هذا الكسل في حاجة إلى نية صادقة وعزيمة وصدق الصلة بالله ، والمبادرة بالاعمال الصالحة ، والتزود بالايمان والتزام الصحبة الصالحة الناصحة التي تدل على فعل الخيرات واجتناب النواهي ، وقال إن حياة المرء مقدرة بقدرها اياما او شهورا او سنين وجميعنا ملاقون الله ، وستكون اعمالنا هي الشاهدة علينا الباقية لنا يوم القيامة ، وطالب سماحته المسلمين باداء الفرائض من صلاة وصيام وزكاة وحج ، ومجاهدة النفس بأداء النوافل والسنن الراتبة ، والتقرب الى الله والاكثار من الدعاء ، وتجديد الصلة بالله وترك الاعمال المخالفة.