يحاول الشباب والفتيات نقل واقعهم اليومي عبر تدوين يوميات تكتبها أقلامهم يشاركها الصوت والصورة، للخروج من الواقع الذي يشكل عليهم بعض الضغوط الاجتماعية، معتبرين أن التدوين أتاح لهم فرصة لتسليط الضوء عن بعض ما يعانيه الشباب والشابات اجتماعيا، وقد وجدت هذه الخطوات تفاعلا من أصدقائهم ومتابعيهم فقدموا لهم نصائح للخروج من بعض مشاكلهم. نضال طه نموذج استغل مدونته التي أطلقها في بداية العام الحالي في الترويج لنفسه كمصور فتوغرافي، وعن هذه التجربة قال: أتاحت لي المدونة الفرصة للتعبير عن قدراتي وهمومي اليومية التي أعيشها منذ فترة مراهقتي، فأصبحت جزاء مهما من جدول حياتي اليومية، التي أنشر فيه الصور والأحداث. وعمل نضال على إدراج مجموعة من الدروس التعليمية في فن التسويق لمتابعي مدونته، ووجدت هذه الفكرة إقبالا كبيرا من كلا الجنسين، كما يقوم في الأيام القادمة بتقديم أفكار التسويق كبيرة قدمها خبراء الشركات الكبيرة، ليستفيد منها العاملون في الشركات المحلية الصغيرة. وأشار إلى أن مدونته أسهمت في تطوير العديد من قدراته في التصوير والتسويق من خلال تلقيه الانتقادات من أصدقائه ومتابعتها ومحاولة التجديد في نوعية تعبيره عن همه اليومية بالصورة. ولم يبد خوفه من تأثير المواقع الاجتماعية على المدونات، ورأى أنها تشكل عاملا إيجابيا في شهرة المدونين وزيادة متابعيه، وأضاف قائلا: العديد من أصحاب المدونات اتجهوا للمواقع الاجتماعية لكسب أكبر شريحة من المتابعين من خلال إرفاق روابط تدويناتهم. وأضاف «ظهور المواقع الاجتماعية فرصة كبيرة للمدونيين للخروج بشكل بارز، وإيصال أفكارهم وتطلعات للعالم بدلا من المحلية». صوت وصورة وتميز أحمد الحربي بمدونته التي تحمل اسمه في إظهار حياته اليومية بقالب مختلف يحاكي التطور التكنولوجي، إلى جانب التدوين الكتابي بإظهار مواقف يومه عبر مقاطع الصوت والفيديو يقوم بعملها بشكل شبه يومي، معبرا عن طريقته بالمختلفة والمتميزة بالقول «من خلال موهبتي في تسجيل ومونتاج المقاطع المصورة بنقل واقعي اليومي للمتابعين عبر الإنترنت، وجدت أن هذا الأمر قلما يستخدمه المدونون في مدوناتهم، لذا أحببت أن أكون من المختلفين والمدونين بعدة طرق تجعل المتابع يشاهدني بشكل مختلف»، معتبرا المواقع الاجتماعية خطرا قادما للمدونات في ضل اتجاه الكثيرين للمواقع الاجتماعية التي تتيح التواصل مع العالم. وكسبت وعد البهكلي خلال ثلاثة أعوام من عمر مدونتها (هدوء متناثر) شريحة كبيرة من المتابعين من الشرائح الاجتماعية المختلفة، وظهور إعلامي بفضل مدونتها التي أصبحت تسمى بها بين صديقاتها، من خلال تدويناتها اليومية، وتشير إلى أنها تخرج من مشاكلها وهمومها اليومية بالكتابة على مدونتها، وقالت «خلال ثلاثة أعوام أستطعت الخروج من بعض المشاكل التي تؤثر علي نفسيا بتدوين كل ما يحدث لي، وأجد متابعة من أصدقائي الذين يقدمون النصائح المختلفة التي أستفيد منها في تصحيح بعض أخطائي». وانتهجت منذ بداية تدوينها نقل واقعها اليومي «مشاكل، هموم، عقبات»، ومشاهدة ردة الفعل لأصدقاء والصديقات عبر التدوينات، وأشارت إلى أن المدونات لم تتأثر بوجود المواقع الاجتماعية؛ معللة ذلك بأن لكل تقنية جمهورا خاصا بها. المواقع الاجتماعية وطرقت حسنة فطاني منذ 4 سنوات بوابة المواقع الاجتماعية لتنقل مدوناتها للفيس بوك، لتترك مجالا وتتبع مجالا آخر، فيما بقيت مدوناتها تحاكي حياتها اليومية، ومشاركاتها التطوعية، وعبارات الإيجابية التي يتفاعل معها الكثير، وقالت «الفيس بوك يتيح لك التواصل مع العالم دون المدونات التي تقتصر على الأصدقاء والمقربين»، وتؤكد أن الكثير تأثر مما تقدمه في تدويناتها بشكل إيجابي يجعلها تستمر في كتابتها. وتشير أن العديد من الشباب والفتيات استغلوا المدونات في التعبير عن بعض الهموم التي تنتج عن التصرفات أو التعامل الخاطئ مع الأبناء دون مواكبة التطور الذي نعيشه وتغير أساليب التربية، وأشارت إلى أن الجميع يتعلم من كل ما يكتب في هذه المدونات، سواء المدون أو المتابعين من النصائح والعبارات الإيجابية التي تحملها هذه التدوينات.