تصاعد الحلم الخليجي إلى ذروة الأمل السياسي ليبلغ قمة اهتمامات وتطلعات الإنسان الخليجي ويفتح الباب على مصراعيه أمام.. المسؤولية التاريخية لقيادات هذا التجمع الكبير. • لقد مضى اثنان وثلاثون عاما حصد معها الخليجيون ثمارا شتى.. بعضها يانع.. والبعض الآخر لم يكتمل نموه بعد.. رغم أن بعض أحلام الخليجيين تحققت في ظل ظروف صعبة حتى قبل قيام مجلس التعاون عام 1980 وبالذات إعلاميا ورياضيا واجتماعيا. • ويبدو أن هذا التوافق المبكر لم يكن كافيا ليمنح الحلم الخليجي دفعة قوية نحو التكامل السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري ليبلغ المدى الذي تطلعنا إليه ونحن نعايش إرهاصات قيام هذا التجمع الدولي المهم، بل والمتميز والمؤثر جدا في محيطه الإقليمي والعربي والإسلامي والدولي. • ولعل تفاقم التحديات والتصادمات التي شهدتها منطقة الخليج ألقت ظلالا قاتمة عطلت مشروع الاندماج الخليجي الكبير وأوجدت في بعض الأحيان ثغرات تراكمية كان ينبغي أن تندمل بين بعض دول المجلس، ولولا حكمة كبار قادة الخليج وعلى رأسهم قادة المملكة لانزلق الخليجيون إلى شرور فتنة المراهقة السياسية بكل مضاعفاتها وإنتكاساتها وربما إنزلقوا إلى شرور أكبر. ولكن حمى الله الخليج والخليجيين من هذه التراكمات التي لا بد أن تندثر حتى يتمكن الخليجيون من مواجهة الأخطار الكبرى المحدقة بهم. ولعلي لا أغالي كثيرا إذا قلت أخطارا كبرى لأننا بحق مستهدفون.. أمنيا.. وسياسيا.. واقتصاديا.. واجتماعيا.. وثقافيا.. وعقائديا.. وأخلاقيا.. وتربويا. ولو قيض لنا أن نفند هذه القائمة من الأخطار المحدقة بنا لما كفتنا كل الدراسات العلمية والفكرية والسياسية والبراجماتية التي تقبع في أرفف الظواهر الخليجية الطارئة والمزمنة .. فنحن في عين الخطر بذاته.. وفي مرمى تصويب الأطماع العالمية والإقليمية وهنا مكمن الخطر الأكبر. أما الخطر الحقيقي فمكمنه في ذواتنا وأفكارنا وعقولنا وقدرتنا «على تعلم دروس التاريخ واستيعاب حصيلة التجارب حتى لا نجد أنفسنا في آخر قافلة العالم نواجه مرارة الضياع وحقيقة الضعف» وهذا محور التحذير الشفاف الذي قدمه ملك المبادرات وحكيم هذه المنطقة الشجاع الذي عودنا على مواجهة الأخطار بحكمة وموضوعية صلبة تحول دون أن ننكفئ على أنفسنا ونقف عند واقعنا ونقول اكتفينا. فمن عمق هذه المخاوف أطلق عبد الله بن عبد العزيز مفاجأته السارة التي اهتز لها وجدان كل خليجي ظل يحلم طيلة ثلاثة عقود وربما أكثر من ذلك بكثير بوطن خليجي كبير موحد. ليس لأن الاتحاد الخليجي المرتقب مظهر من مظاهر الترف السياسي المرتقب وإنما لكونه حاجة إنسانية ومستقبلية ملحة جدا جدا. • فهل يرتهن الخليجيون إلى «اليقظة» التي تتطلب «وحدة الصف والكلمة» لمواجهة التحديات التي تهدد أمننا واستقرارنا «لنكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه ديننا وأوطاننا» أم أن حلم ال 32 عاما ستتقاذفه الأمواج العاتية وتقلبات الربيع والخريف والشتاء والصيف وكل فصول العبث بمقدرات هذه الأمة ومستقبل أجيالها، ولو أن استفتاء خليجيا انطلق اليوم في ميادين أبو ظبي، المنامة، مسقط، الرياض، الكويت لأجمع الخليجيون بصوت واحد.. نعم لاتحاد عبد الله بن عبد العزيز. فهل يصغي القاده لهدير شعب الخليج وصدق حكيمهم.