شهدت الكويت أمس افتتاح مؤتمر «السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين»، الذي افتتح في الكويت أمس بتنظيم من الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين في رابطة العالم الإسلامي ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الكويت ومبرة الآل والأصحاب الكويتية. وعلمت «عكاظ» أن توصيات المؤتمر التي ستعلن الخميس تتضمن فكرة إنشاء قناة فضائية تعنى بنشر تراث آل البيت والصحب الكرام، ومشروع وقف لدعم الإصدارات العلمية، وآخر لتدعيم ثقافة الآل والأصحاب في المناهج الدراسية، ومشاريع الترجمة والتسويق والاهتمام بالطفل والمرأة. إلى ذلك، أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي في كلمته الافتتاحية، أن الانتقاص من الصحابة لا يجلب على الأمة إلا المزيد من الاصطراع الذي لا ينتهي، «فتزداد ضعفا ويزداد عدوها فيها طعما»، وتستهلك طاقتها المادية والفكري في غير المجال الذي ينبغي أن يستهلك فيه. وقال الدكتور التركي: إن فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأمة باق ما بقيت، فهم صفوتها وخير أجيالها، والرعيل الأول الذي أقام الله به الإسلام ومكن له في الأرض كانوا أفضل هذه الأمة، وأبرها قلوبا، وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، اختارهم الله لصحبة نبيه، ولإقامة دينه». وأوضح أن الموقف الذي سلكه جماهير المسلمين وسواد الأمة إزاء الصحابة الكرام، سبيل وسط بين الغالي فيهم والجافي عنهم، فلم يثبتوا العصمة لأحد منهم، ولا رفعوا أحدا منهم فوق منزلته، مؤكدا أن ذلك يجلب الإساءة إليه من حيث يراد الإحسان فهم كغيرهم من خيار المسلمين، في تجويز التقصير عليهم في بعض الطاعات ووقوع بعض الهفوات، مع شدة تحرزهم ووفرة تقواهم، إضافة إلى ما اختصوا به من فضل الصحبة وكثير من المناقب وهم كغيرهم من خيار مجتهدي الأمة، في تجويز الخطأ من أحدهم إذا اجتهد فيما يعرض من القضايا، مع ما امتازوا به من سعة العلم ونفاذ البصيرة. وأضاف: إن على كل مسلم أن يحبهم حبا عدلا لا إفراط فيه ولا تفريط، وأن يحتاط لدينه في شأنهم، فلا يذكرهم إلا بأحسن الذكر، ويلتمس لهم فيما شجر بينهم أحسن العذر، ويتحرز في الأخبار المروية في شأن ذلك، فيمحصها ويميز الأصيل منها الذي رواه الثقات الإثبات، من الدخيل الذي ألصقه الوضاعون المغرضون بسيرتهم بغيا وعدوانا، وهذا هو السبيل الوسط الذي يصلح عليه حال الأمة، في موقفها من سلفها، ويجمع عليها كلمتها ويوفر عليها ألفتها.