افتتحت أمس فعاليات الملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين المؤتمر الثاني: (السابقون الأولون ومكانتهم لدى المسلمين) الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومبرة الآل والأصحاب في الكويت بالكويت . وقد أكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتى ان المؤتمر يأتي مجسدا لحقيقة شرعية وحتمية تاريخية مفادها أن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الأطهار الأبرار مثلوا بحق جيلا قرآنيا فريدا في معتقده وفهمه وقيمه . وقال:لقد استقر في نفوس الأمة نحو السابقين الاولين واصحاب معاني الحب والود والتقدير كونهم حملوا مشاعل الهداية وتحملوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أعباء نشر هذا الدين الحنيف .وتطرق معاليه إلى أهداف المؤتمر متمنيا ان تخرج نتائجه وتوصياته معبرة عن الآمال والتطلعات التي تجسدها أهدافه . بعد ذلك ألقى معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي كلمة أكد فيها أن فضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، على الأمة باق ما بقيت، فهم صفوتها وخير أجيالها، والرعيل الأول الذي أقام الله به الإسلام ومكن له في الأرض كانوا أفضلَ هذه الأمة،و أبرَّها قلوبًا، وأعمقَها علمًا، وأقلَّها تكلُّفًا، اختارهم الله لصحبة نبيِّه، ولإقامة دِينه. وأفاد أن الموقف الذي سلكه جماهير المسلمين وسواد الأمة إزاء الصحابة الكرام، سبيل وسطٌ بين الغالي فيهم والجافي عنهم، فلم يثبتوا العصمة لأحد منهم، ولا رفعوا أحداً منهم فوق منزلته، مؤكدا أن ذلك يجلب الإساءة إليه من حيث يُراد الإحسان فهم كغيرهم من خيار المسلمين، في تجويز التقصير عليهم في بعض الطاعات ووقوع بعض الهفوات، مع شدة تحرزهم ووفرة تقواهم، إضافة إلى ما اختصوا به من فضل الصحبة وكثير من المناقب وهم كغيرهم من خيار مجتهدي الأمة، في تجويز الخطأ من أحدهم إذا اجتهد فيما يعرض من القضايا، مع ما امتازوا به من سعة العلم ونفاذ البصيرة. مؤكدا انه يجب على كل مسلم ان يحبهم حباً عدلاً لا إفراط فيه ولا تفريط، وأن يحتاط لدينه في شأنهم، فلا يذكرهم إلا بأحسن الذكر، ويلتمس لهم فيما شجر بينهم أحسن العذر، ويتحرز في الأخبار المروية في شأن ذلك، فيمحصها ويميز الأصيل منها الذي رواه الثقات الإثبات، من الدخيل الذي ألصقه الوضاعون المغرضون بسيرتهم بغياً وعَدواً. مفيدا ان هذا هو السبيل الوسط الذي يصلح عليه حال الأمة، في موقفها من سلفها، ويجمع عليها كلمتها ويوفر عليها ألفتها. وأوضح أن الانتقاص من الصحابة لا يجلب على الأمة إلا المزيد من الاصطراع الذي لا ينتهي، فتزداد ضعفاً، ويزداد عدوّها فيها طمعاً، وتستهلك طاقتها المادية والفكرية في غير المجال الذي ينبغي أن تستهلك فيه مبينا ان من يقلل من شأن الدعوة إلى التمسك بمنهاج السلف في فهم الدين والعمل به أنه يسهم عمداً أو جهلاً، في إبعاد الإسلام عن حياة المسلمين، ودفعهم إلى مسالك الحداثة والعلمانية، ومختلف التيارات التي تعمل على هدم الإسلام في الأمة. بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى التي تم خلالها إلقاء 4 محاضرات الأولى بعنوان: الأئمة الأربعة وعلاقتهم بآل البيت ، ألقاها الدكتور محمد يسري والمحاضرة الثانية بعنوان : تعظيم الآل والأصحاب لأمهات المؤمنين ، ألقاها السيد علي الأمين والثالثة بعنوان،السلوك التعبدي عند الآل والأصحاب في الصدر الأول ألقاها الدكتور محمد موسى الشريف والرابعة بعنوان: نصيب الآل والأصحاب في الأدب العربي شعرا ونثرا ،ألقاها الدكتور خالد الشايجي .