طافت هواجس فاجعة مدرسة البراعم المحترقة في جدة في أوساط طالبات المدرسة 143 في حي عريجاء الرياض، إثر حريق شب في أحد الفصول أمس نتج عنه حالات تدافع واختناق ما أدى إلى نحو 50 إصابة. وذكرت التقارير أن وجود الطالبات في فناء المدرسة أثناء الحريق قلل من حجم الخسائر البشرية ونتجت معظم الإصابات من التدافع، وسارعت إدارة المدرسة إلى إجراء عملية إخلاء فوري ولم تحدد حتى لحظة إعداد التقرير أسباب وظروف الحريق المفاجئ برغم الإشارات التي أطلقتها معلمات المدرسة إلى أن الحريق نتج عن تماس كهربائي. يشار إلى أن فرقا تتبع الدفاع المدني في الرياض و20 فرقة إسعافية وطائرات مروحية باشرت مسرح الحدث، وتفاوتت الإصابات بين الطفيفة والمتوسطة والخطيرة، وأوضح مشرف غرفة عمليات الهلال الأحمر مازن الغامدي أن إدارته تلقت البلاغ في التاسعة والنصف وأن الحريق انحصر في فصل دراسي في الطابق الثالث من مبنى المدرسة، وتم نقل 15 حالة إصابة إلى مستشفيات الملك سعود، الأمير سلمان والإيمان ومعظمها حالات هلع وخوف واختناق، إلى ذلك أبلغ الناطق الإعلامي في الدفاع المدني الرائد محمد التميمي، أن التحقيقات لا زالت مستمرة لمعرفة أسباب الحريق، مشيرا إلى أن فرق الدفاع المدني والجهات المختصة الأخرى تعاملت مع الحادث بكفاءة وسرعة فور تلقيها البلاغ. من جانبه أرجأ مصدر في التربية والتعليم التعليق على الحدث، وقال ل «عكاظ» نحتاج بعض الوقت لمعرفة الأسباب، هناك تقص للأمر من كل جوانبه. على ذات الصعيد سجلت «عكاظ» زيارة للمصابات في مجمع الملك سعود الطبي، وذكرت والدة الطالبة مرام محمد أنها تلقت نبأ الحريق من والدها الذي كان في حالة فزع وقلق على مصيرها، وقالت الطالبة حصة عطيف إنها كانت تراجع دروسها في الفناء ولم تشعر بنفسها إلا وهي طريحة سرير المستشفى، وحصلت «عكاظ» على أسماء المصابات، وهن: مرام محمد الخرمي، حصة يحيى عطيف، وفاء ناجي الدوسري، أريج عبدالعزيز القحطاني، آمال نور الحربي، نواف ثواب السبيعي، فاطمة مكي، سارة حمد القريني، مشاعل محمد المطيري، منال القحطاني ورهام الصليح. وأصدر الدفاع المدني في الرياض بيان أمس أكد من خلاله السيطرة على الحريق الذي اندلع في أحد فصول الثانوية 143 للبنات بحي العريجاء في الرياض حيث بدأ الحريق في تمام الساعة 09:30 من صباح يوم الثلاثاء الموافق 25/1/1433ه، واقتصر الحريق على فصل بالدور الثاني بمبنى المدرسة الحكومي والمكون من دور أرضي وطابقين بالإضافة للمرافق الخارجية له؛ وبفضل الله تعالى تمكنت فرق الدفاع المدني المكونة من ثلاث فرق إطفاء وخمس فرق إنقاذ وفرقتي إخلاء وفرق الإسعاف الجوي والأرضي وطيران الأمن بالإضافة للخدمات المساندة وبمشاركة من الجهات ذات العلاقة تم إخماد الحريق على الفور. وجاء في البيان: تم إخلاء جميع الطالبات من المبنى من قبل إدارة المدرسة والتي يبلغ عددهن أكثر من 700 طالبة و 44 معلمة وإدارية وهن بصحة جيدة ولله الحمد؛ ونتج عن الحادث 12 إصابة بسبب الخوف والهلع 7 حالات نقلت لمستشفى الأمير سلمان وحالتين نقلتا لمجمع الملك سعود الطبي، وحالتين نقلتا لمستشفى الإيمان، وحالة واحدة عولجت بنفس الموقع؛ وقد تلقين العلاج اللازم وخرجن من المستشفى عدا اثنتين لا تزالان تتلقيان العلاج، وقد أعلنت حالة الطوارئ (اللون الأحمر) في هذا الحادث بالتنسيق مع الشؤون الصحية. وكشف البيان أن المعلومات الأولية من خلال المعاينة تشير إلى أن الحادث نتج بفعل فاعل، وبناء على توجيه صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض بالنيابة تم تشكيل لجنة للتحقيق من الدفاع المدني والأمن العام وجهات أمنية أخرى ومندوب من الإدارة العامة للتربية والتعليم في منطقة الرياض لمعرفة أسباب الحادث. وأوضح الناطق الإعلامي في الدفاع المدني في منطقة الرياض الرائد محمد بن سعد التميمي أن المدرسة حديثة ومجهزة بالكامل بوسائل السلامة ومتطلبات الإنذار والإطفاء، كما أفادت مديرة المدرسة الأستاذة فاتن الزهراني أنه في اليوم السابق للحادث تم بنجاح تنفيذ خطة الإخلاء للطالبات للتدريب على كيفية التصرف في حالات الطوارئ والتجمع بنقاط التجمع في الفناء الخارجي للمدرسة مما كان له الدور الكبير بعد الله في التقليل من آثار الحادث. مشيرا إلى أن الدفاع المدني في منطقة الرياض أكد مرارا في هذه الحوادث على أهمية يقظة المسؤولين في المدارس وأعضاء هيئة التدريس بتصرفات الطلاب والطالبات غير المسؤولة التي قد تؤدي بأرواح الأبرياء للمخاطر والهلاك لاقدر الله والتي سيتم التعامل معها بحزم من قبل الجهات الأمنية المختصة؛ والأهمية البالغة في بث الوعي الوقائي بين الطلاب والطالبات بالمخاطر التي تحيط بهم وإرشادهم للبعد عن مثل هذه الأعمال المشينة التي لا تليق بطلاب وطالبات العلم على مختلف المراحل. كما طالبت مديرية الدفاع المدني في الرياض أولياء الأمور بالتأكيد على أبنائهم وبناتهم وتوعيتهم بعدم المخاطرة باصطحاب مواد قابلة للاشتعال أو العبث بأنظمة الإنذار والحريق داخل المنشآت التعليمية؛ لأن هذه التصرفات من شأنها أن تربك المتواجدين وتؤدي للتدافع الذي قد ينتج عنه إصابات وربما الوفاة؛ مؤكدة أن أجهزة التحقيق والبحث في مسببات هذه الحوادث ستكون دقيقة وستطال أي متسبب كان وسيطبق النظام بحق من لا يلتزم بالتعليمات. وضرورة التأكيد على البعد عن مثل هذه الأعمال والتي ليست من أخلاقيات المجتمع السعودي والحلول التي تحد من خطرها عليهم.