تابع الجانب الأوروبي باهتمام كبير مسار القمة الخليجية التي استضافتها المملكة في الرياض، إذ كان لكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صدى إيجابي في الأوساط الأوروبية لا سيما مبادرته الانتقال من صيغة التعاون إلى الاتحاد الخليجي. التي اعتبرها الوزراء نظرة استراتيجية لمستقبل دول الخليج. ورأى وزير خارجية لكسمبورج جان أسلبورن في تصريحات ل«عكاظ» أن نتائج قمة الخليج ستكون لها ردود فعل إيجابية على الساحة العربية، منوها بكلمة خادم الحرمين الشريفين لدول مجلس التعاون الخليجي التي اقترح فيها الانتقال من التعاون إلى الاتحاد، موضحا أنه إذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على سياسة حكيمة، وبعد نظر لما ينبغي أن يكون عليه مستقبل مجلس التعاون الخليجي. وأكد أسلبورن أن بلاده والاتحاد الأوروبي يكنون تقديرا كبيرا لشخص الملك عبد الله المؤثرة في تحقيق الأمن والاستقرار، حيث إن خادم الحرمين الشريفين لا يوفر أي جهد سياسي بناء ومتطور في هذا التوقيت بالذات الأمر الذي ينمي تداعيات التعاون مع الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن السياسات الحكيمة تمكن من استقرار منطقة الخليج العربي، وتدعم التعاون الخليجي الأوروبي في إطار الملف النووي الإيراني وأمن الخليج بصفة خاصة. أما في ألمانيا، فقال وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفله إن قمة الخليج في هذا العام تأتي في وقت صعب للغاية للدبلوماسية العربية والدولية على السواء. وأوضح أن بلاده تعتبر المملكة صمام أمان للخليج، وأن سياسة المملكة مبنية في الأساس على الحفاظ على أمن الخليج، ومن هذا المنطلق رأى فسترفله أن نتائج قمة الخليج بجانب دعوة الملك عبد الله بن عبد العزيز للانتقال من مرحلة التعاون إلى صيغة الاتحاد هي خطوة إيجابية جدا وترفع من شأن مجلس التعاون الخليجي والذي على ما يبدو يخطو خطا الأوروبي في تحقيق الاتحاد الخليجي. ونوه فسترفله بالجهود التي تنطوي على احتواء الملف النووي الإيراني، وحرص دول الخليج على سياسات حسن الجوار، وهو الأمر الذي يجنب المنطقة تصعيدا لا داعي له مؤكدا أن الملف النووي الإيراني هو أيضا ضمن الملفات الأوروبية المطروحة دوما. علما أن بلاده تؤيد سياسة الحوار للخروج من أزمة النووي الإيراني. فيما رحب وزير خارجية النمسا ميخائيل شبيندل أيغر بنتائج قمة الخليج، منوها بطرح الملك عبدالله للاتحاد الخليجي سيكون شبيها بالتجربة الأوروبية التي بدأت بخمس دول فقط لتتطور إلى أن وصلت إلى اتحاد يضم 27 دولة. وأشاد الوزير بجهود الملك عبد الله الرامية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وأكد على الثقة المتبادلة بين بلاده و المملكة، لا سيما لاختيار النمسا مقرا لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز لحوار أتباع الأديان. أما وزير خارجية المجر يانوش مارتوني، فاعتبر طرح الملك عبدالله إنشاء الاتحاد الخليجي عقلانيا وواقعيا، موضحا أن هذا الطرح مكمل للتصور المجري والذي رأس الاتحاد الأوروبي من يناير 2011 إلى يوليو. وأوضح يانوش أن المجر تقدر جهود خادم الحرمين الشريفين، وتعتبر التواصل السياسي مع المملكة جسرا للتواصل مع العالم العربي، ومنطقة الخليج والتي تشكل عمقا أمنيا واستراتيجيا لأوروبا. وأكد الوزير المجري أن مجلس التعاون الخليجي قدم الكثير من العمل وأمامه مشوار طويل لتحقيق طموحاته فيما يخص سياسة التوسع والعملة الخليجية الموحدة والشرطة الخليجية، وإنشاء لجنة أمنية دائمة مشيرا إلى أن الاتحاد الأوروبي مستعد للتعاون مع الخليجي للاستفادة من التجربة الأوروبية.