أكد وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفله على العلاقة المميزة التي تربط المملكة ببلاده، وحرص برلين على تعزيزها مع الرياض بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشاد في حوار أجرته «عكاظ» بدور المملكة في تفعيل السلام في المنطقة العربية وتحقيق الاستقرار والأمن في الخليج. وأكد على أهمية الدور المحوري للمملكة باعتبارها دولة استراتيجية واهتمامها الدائم بتوثيق العلاقات مع العالم العربي لا سيما خلال المرحلة الحالية، التي تتواصل فيها الدبلوماسية السعودية من خلال المبادرات البناءة والإيجابية لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة، مشيرا إلى أهمية المبادرة الخليجية من أجل تسوية النزاع في اليمن. وحول التعاون والتنسيق المستقبلي مع المملكة قال: إن التعاون مع المملكة لا يقتصر فقط على الشأن السياسي والاقتصادي، وإنما هو تعاون استراتيجي مفتوح يصل إلى حد الملفات الثقافية والعلمية والاقتصادية والتجارية. وأشاد بجهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإرساء الأمن والسلام العالمي ولأطلاقه خلال السنوات السابقة عدة مبادرات سلمية كان لها رد فعل إيجابي على المجتمع الدولي وفي نفس الوقت على علاقات المملكة مع شركائها في المحيط الدولي، مشيرا إلى الملك عبد الله أطلق مبادرة السلام العربية ثم مبادرة حوار الأديان الثقافات. وزاد «إن مبادرة حوار الأديان ساهمت في تقريب وجهات النظر بين أتباع الأديان والثقافات وحدت بشكل كبير فرص صراع الحضارات مشددا على أهمية الشراكة السعودية الألمانية والخليجية، وهي الشراكة التي وصفها بأنها «عولمة القيم» لما تمهده من حوارات إيجابية في ظل الإختلاف الثقافي بين الشعوب، لا سيما أنها تنمي مفاهيم التلاحم والتعايش السلمي بين شعوب هذه الدول وبالطبع بين المملكة وألمانيا. وقال «نحن نقدر جهود المملكة واهتمامها بالملف اليمني لتجنب أي تصعيد في المنطقة، موضحا أن بلاده تدعم المبادرة الخليجية، لافتا أن التوصل إلى حل سلمي في اليمن بات أمرا ملحا، معربا عن قلقه لتواصل الصراع بين الأطراف اليمينة. وقال: إن وجهات النظر بين البلدين متطابقة حيال اليمن وضرورة إيجاد الحلول للازمة في إطار التفاهم والحوار لجميع الأطراف، لا سيما أن المبادرة الخليجية أعطت مهلة للرئيس اليمني على عبد الله صالح للتخلي عن السلطة. وحث الأطراف اليمنية على ضرورة وقف القتال في اليمن بشكل دائم، مشددا على أهمية أمن منطقة الخليج الملف الذي يشهد اهتماما كبيرا من دول مجلس التعاون الخليجي. وأفاد أن التعاون والتنسيق مع المملكة يتمحور في عدة جوانب من أبرزها عملية إحلال السلام والأمن في المنطقة ونزع الأسلحة النووية، مشيرا إلى أن الملف النووي الإيراني يعتبر من الملفات المهمة التي يبرز فيها دور المملكة بهدف إيجاد منطقة خالية من السلاح النووي. وأكد على ضرورة وأهمية التعاون الاستراتيجي بين البلدين في مجال السلام والأمن، موضحا أن هذا التعاون يتجلى من خلال شراكة دولية لنزع السلاح النووي، والذي أقرته قمة الثمانية الكبار في كندا عام 2002 وتبلورت لتضم دول محورية في الخليج وعلى رأسها المملكة. وقال: إن المملكة تقوم بدور إيجابي في مجموعة ال 20 الاقتصادية، كما تم دعوتها إلى مجموعة الثمانيه الكبار موضحا أنه إذا دل ذلك على شيء فإنما يدل على مدى التقدير الدولي لمصداقية الدبلوماسية السعودية. وحول رؤيته لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط، أوضح أنه لا بديل لخيار الدولتين بيد أنه قال إن خيار الدولتين يتطلب الخوض في مفاوضات جادة وإيجابية. وانتقد سياسة الاستيطان الإسرائيلية، والتي وصفها بأنها تعرقل عملية السلام، وفي نفس الوقت شدد على بيان الرباعية، والذي أكد أنه لا بديل لخيار الدولتين بناء على مبدأ الأرض مقابل السلام. وقال إنه تابع كلمة نتنياهو في الولاياتالمتحدة، مؤكدا على أهمية التفاوض من أجل تحقيق خيار الدولتين. وتابع قائلا «إنه من أجل تحقيق السلام العادل والشامل فإن الجانبين عليهما أن يخطوا خطوات شجاعة تتسم بالسعي للتفاوض والحوار والاستعداد على تقديم تنازلات». وحول المبادرة العربية للسلام قال: إن المبادرة جاءت تأكيدا على سياسة المملكة العربية السعودية والتي تعمل من أجل السلام والاستقرار في الشرق الأوسط. وحذر من عزم الفلسطينيين إعلان دولتهم من جانب واحد خلال اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل، موضحا بأن الدبلوماسية الأوروبية تسعى لتكثيف التعاون والتشاور مع الجانب العربي ومع لجنة المبادرة العربية للسلام لوضع خارطة طريق لبدء المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال: إن حماس لا يمكن أن تكون شريكا في الحوار مع ألمانيا أو أوروبا طالما لم تعترف بوجود إسرائيل، ولفت بأن بلاده تدرس وبدقة تفاصيل الاتفاق الفلسطيني الفلسطيني. وحول الوضع في ليبيا أكد على أهمية وضع أسس من أجل دولة ليبية تعيش في سلام وحرية دون القذافي، وقال إننا في أوروبا لا يمكننا أن نتابع الربيع العربي دون أن نعمل من أجل تحقيق صيف عربي، وألا تعود هذه الدول إلى صقيع الشتاء.