يعاني سكان المناطق النائية في المملكة من السفر بحثا عن العلاج في المستشفيات والمراكز المتخصصة حيث أنهم يضطرون للسفر من مواقعهم إلى المدن التي توجد بها المستشفيات أو المراكز المتخصصة فمنهم من يستطيع السفر وقد يستغرق ساعات وربما ينتج من هذا السفر مشقة تزيد من معاناة المريض أما البعض الآخر لا يستطيع السفر وهذا بدوره يؤدي إلى مضاعفات للحالة الصحية لعدم حصوله على الرعاية الصحية المتخصصة ومثال على ذلك مرضى السكري فهم في حاجة إلى متابعة مستمرة تفاديا للمضاعفات الناتجة عنه مثل الفشل الكلوي أو تلف خلايا الشبكية في العين وعند البحث عن حلول لهذه المشكلة نجد أن التكنولوجيا قدمت خدمات هائلة للتغلب على هذه المشاكل من خلال الصحة الإلكترونية والتي تعرف باستخدام الاتصال الإلكتروني المتقدم لتبادل المعلومات الصحية وتقديم رعاية صحية لا تتأثر بالمعوقات الجغرافية، الزمنية، الاجتماعية أو الثقافية. وأحد الأمثلة على تطبيقات الصحة الإلكترونية هو علاج آلام أسفل الظهر فالمرضى المصابون بهذا المرض والمطلوب منهم السفر تتفاقم حالتهم بسبب الجلوس لساعات طويلة والمرور من خلال طرق وعرة فهؤلاء المرضى استفادوا من الصحة الإلكترونية بتجنبهم مشاق السفر حيث أنه بالإمكان عمل التصوير الإشعاعي للجسم وإرسالها من خلال الشبكة الإلكترونية وتشخيصها من قبل الطبيب المعالج وعند الرغبة في تطبيق الصحة الإلكترونية فإننا في المملكة في أمس الحاجة إلى هذا النوع من التقدم في الرعاية الصحية حيث أن هنالك مركز رعاية صحية في كل قرية ولكن هذه المراكز لا تقدم رعاية صحية متخصصة وقد لا يحتاج أن يتم تكليف استشاري في تلك المراكز بسبب قلة عدد المرضى المحتاجين للرعاية التخصصية أو قد لا يوجد عدد كاف من الاستشاريين لتغطية احتياجات جميع المراكز في المناطق النائية. وللاستفادة من هذه التكنولوجيا يجب تجهيز المراكز الصحية في المناطق النائية بتلك التكنولوجيا وتوصليها بالمستشفيات المتخصصة. سلطان سعد المطيري مستشفى الملك فهد العام في جدة