مبروك للوزراء الجدد ثقة خادم الحرمين الشريفين بهم، لكن عليهم أن يعلموا أنهم وزراء مرحلة مختلفة، وأمام مواطن مختلف، ليس ذلك المواطن المهادن الذي ينتظر ما يصل إليه، فإن وصل حمد الله وشكره، وإن لم يصل حمد الله وشكره أيضا ثم لاذ بالصمت.. المرحلة التي نعيشها الآن لم تعد مرحلة الوزير الذي تفصله عشرات الأبواب والحواجز عن المواطن، ليست مرحلة الوزير الذي يعتلي كرسيه الذهبي وينظر إلى الناس بفوقية وشعور بالعظمة.. ليست مرحلة الوزير الذي يمشي أمامه وخلفه عشرات الملمعين والمزيفين الذين يدهنون الشحوب بألوان زاهية مؤقتة من أجل أن تقع عليها عين معاليه فيبتهج، بينما الأمور على غير ما يرام.. وزير اليوم يا أصحاب المعالي، ليس ذلك الوزير الذي يستقبله المواطنون بالمباخر والتصفيق والمعاريض، وليس ذلك الوزير الذي ينظر له المواطن بدهشة وكأنه قادم من كوكب آخر.. إنه وزير الميدان، وزير الكفاءة والقدرة والشفافية والصدق والقدرة على الإنجاز.. إنه الوزير الذي أصبح تحت مجهر المواطن الذي تجاوز مرحل الاستجداء إلى النقد والتقييم والمطالبة بحقوقه كاملة غير منقوصة.. لقد ولى يا أصحاب المعالي ذلك الزمن الذي كان الوزير خلاله يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ويرضي من يشاء ويغضب من يشاء حسب مزاجه. إنه الآن في الزمن المفتوح والإعلام المفتوح والمعلومة المكشوفة. لم يعد ثمة أسرار وأي مسؤول يعتقد أن بإمكانه إخفاء معلومة عن الناس فهو واهم جدا. لقد تجاوزنا يا أصحاب المعالي زمن المقولات الصدئة، مثل: الوزارة بذلت كل إمكاناتها.. المعلومات التي ذكرها المواطن غير صحيحة.. نقدكم مخالف للحقيقة.. وجمل أخرى على هذه الشاكلة لم تعد مستساغة ولا مقبولة.. إننا نعيش مرحلة تتوفر فيها إمكانات لم تتوفر لوطننا عبر كل مراحل تأريخه، لكن المواطن يعيش أزمات خانقة تتكالب عليه، بينما كثير من المسؤولين يغرقون في البيروقراطية ويزيدون الأمور تعقيدا ويرهقون المواطن بمزيد من الأعباء بدلا من القيام بواجبهم في إيجاد حلول لمشاكله.. لقد مللنا من التنظير والرؤية القاصرة والأداء المشوه والإهمال والتهاون وتغطية الأخطاء والدفاع عنها.. إننا في سباق مخيف مع الوقت، فإما أن تتحرك عرباتكم بسرعة وإلا فلن يرحمكم المواطن. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة