اتجهت دول الخليج العربي منذ مطلع الثمانيات إلى مفهوم التكتل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وكذلك العسكري، مرتكزة في هذا التوجه إلى الإرث الثقافي والجغرافي المشترك بين دول الجزيرة العربية. وتأطر هذا المفهوم في العام 1981 حين أسست دول الخليج العربي منظمة مجلس التعاون الخليجي بهيكلية متكاملة الجسد، ورسمت لها أكثر من بعد، تجد فيها دول المجلس مصالحها المشتركة القائمة على الاحترام المتبادل، وفيما يلي نستعرض أبرز الإنجازات التي حققتها دول المجلس: سياسيا تتبنى دول مجلس التعاون مواقف موحدة تجاه القضايا السياسية، وتتبع دول المجلس سياسات ترتكز على مبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام سيادة كل دولة على أراضيها ومواردها، واعتماد مبدأ الحوار السلمي وسيلة لفض المنازعات. عسكريا تنص اتفاقية إنشاء قوات درع الجزيرة على عزم الدول الأعضاء على تعزيز التعاون العسكري فيما بينها، ويرى الخبراء أن إنشاء هذه القوة من أكثر القرارات أهمية على المستوى العسكري، لما لها من أهمية وبعد أمني عسكري على دول المجلس، تضطلع بمهمة حفظ الأمن والاستقرار. أمنيا ولم يختلف المجال الأمني عن غيره من المجالات الأخرى، إذ شهد مجال التنسيق والتعاون الأمني خطوات وإنجازات متقدمة شملت مختلف المجالات الأمنية بشكل عام، وما يمس حياة المواطن الخليجي بوجه خاص، وينسجم مع متطلبات جوانب العمل المشترك الأخرى الاقتصادية، والاجتماعية، والشبابية. اقتصاديا على اعتبار أن العامل الاقتصادي هو العصب الحقيقي للازدهار السياسي، فقد تضاعف حجم التجارة البينية لدول مجلس التعاون نحو عشرة أضعاف منذ قيام المجلس، ويعود ذلك إلى حد كبير إلى الإجراءات التي اتخذتها الدول الأعضاء مجتمعة لتسهيل انسياب السلع بينها من خلال الخطوات إقامة منطقة التجارة الحرة وإقامة الاتحاد الجمركي. الحوار الاستراتيجي أدركت دول مجلس التعاون أهمية تعميق الحوار الاستراتيجي مع المحيط، فالعالم اليوم بات كتلة سياسية على تماس دائم، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة الحوار الاستراتيجي مع تركيا والصين الشعبية وروسيا الاتحادية، لتؤكد دول الخليج دورها الحيوي على المسرح الدولي.