.. كان من بين أصحاب النبي صحابي جليل هو عثمان بن مظعون رضي الله عنه، وكان عثمان متبتلا غير مشفق على نفسه في العبادة، حتى لقد هم ذات يوم أن يخصي نفسه، ليتخلص نهائيا من نداء غريزة الجنس. وذات مرة دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجته عائشة فوجد معها بعض النسوة، ووقعت عينه على إحداهن، وكانت رثة الهيئة مكتئبة المحيا، فسأل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن أمرها، فقيل له: إنها زوجة عثمان بن مظعون، وإنها تشكو بثها وحزنها، فعثمان مشغول عنها بالعبادة، يقوم ليله ويصوم نهاره.. وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث لقي ابن مظعون، فقال له: أما لك بي أسوة ؟؟ قال: بأبي أنت وأمي. وماذا؟ قال الرسول: تصوم النهار وتقوم الليل؟ قال: إني لأفعل. قال الرسول: لا تفعل إن لجسدك حقا، وإن لأهلك حقا.. وامتثل عثمان نصح الرسول صلى الله عليه وسلم وأمره، وقرر أن يؤدي حق أهله!.. وفي صبيحة اليوم التالي ذهبت زوجة عثمان بن مظعون إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم عطرة، نضرة، كأنها عروس، واجتمع حولها النسوة اللاتي كانت تجلس بينهن بالأمس رثة بائسة. وأخذن يتعجبن من فرط ما طرأ عليها من بهاء وزينة، قلن لها: ما هذا يا زوج ابن مظعون؟ قالت وهي تضحك من قلبها: أصابنا ما أصاب الناس !؟. ويقول راوي الحديث: بالأمس لم يستطع الرسول صلى الله عليه وسلم على الأمر صبرا، حين رأى أمامه زوجة يؤرقها هجر زوجها، وتضنيها مرارة الحرمان، فخف لنجدتها، وذكر زوجها بما لها عليه من حق، فما إن جن عليها الليل، ثم طلع عليها صباح يوم بهيج، حتى كانت تزهو فرحة مطمئنة تقول لصاحباتها: أصابنا ما أصاب الناس. إنني أذكر بهذه الرواية كل من يتجاهل حقوق أهله، ليس بالعبادة كما كان عليه حال ابن مظعون رضي الله عنه، وإنما بالسهر ليلا مع أصدقائه، والعمل نهارا أو النوم على امتداد النهار، إن كان من الخالين شغل!!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة