حذر المفتي وأعضاء هيئة كبار العلماء من إثارة النعرات بكل أشكالها واصفينها بدعوى الجاهلية التي تؤثر على وحدة الوطن، مؤكدين أن إثارة النعرات مخالفة للشرع ولأولياء الأمور، مشيرين إلى أن إثارة هذه النعرات سبب في تفتيت المجتمع وتدميره. وقال مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء والبحوث الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ «إننا ولله الحمد في بلادنا نتمتع بالوحدة الإسلامية ولا نعاني من العصبية القبلية فلقد وحد الملك عبدالعزيز رحمه الله هذه الجزيرة وربط بعضها ببعض بتوفيق الله فنحن أمة واحدة تخدم شريعة الإسلام وتحت قيادة موفقة نسأل الله لها التوفيق». وأشار المفتي إلى أن من يدعو إلى العصبية القبلية فهو أمر خاطئ ودعوى جاهلية لا مقام لها في بلادنا والإسلام ونبذ ذلك وحذر منه. واعتبر عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، أن فعاليات ومسابقات تثير النعرات، هي من البدع الضالة، وأكد أن كل من ينساق وراء هذا النوع من السباقات، مشمول بصفات «التبذير والإسراف وكذلك التغرير ببسطاء العقول». وأكد المنيع في فتوى أصدرها بذلك، أن هذا التفاخر مما كان لدى الجاهلية من الأعراف والتقاليد البالية المنافية مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ومن ذلك العدل في الإنفاق والبعد عن الإسراف والتبذير، مذكرا بقول الله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وقوله تعالى في شأن المال وحفظه (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم). وأشار المنيع إلى أن مشايخ القبائل، حينما يلزمون أفرادهم بمبالغ ينفقونها للدخول في هذا التفاخر والتباهي، يعتبرون ظالمين لإخوانهم وإخوانا للشياطين من حيث الإسراف والتبذير، والله سبحانه وتعالى غيور على حدوده ونعمه، ولا شك أن المتجاوزين لهذه الحدود والكافرين بنعم الله، جديرون بغضب الرحمن، سائلا المولى عز وجل أن يعيد أهل هذا التصرف الآثم إلى رشدهم. ويؤكد المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالمحسن العبيكان أن الإسلام جاء بالقضاء على العبودية والطائفية وجعل المسلمين إخوة وجعل الترابط بينهم بالدين وحثهم على الألفة والمحبة والاجتماع وعدم التفرق والنزاع قال تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا). مشددا على أن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية شددت على إبطال ماكان في الجاهلية من نعرات وعصبيات وجعل المسلمون إخوة يتراحمون ويتعاطفون (وكونوا عباد الله إخوانا). ودعا كل الجهات التوعوية بضرورة أن تمارس دورها بعدم الالتفات إلى هذه العادات الجاهلية التي تؤثر على وحدة الوطن وأمنه وأمانه. وخلص العبيكان إلى أن من يثير النعرات آثم ومفسد يعرض نفسه للعقوبة الدنيوية والأخروية، مؤكدا أن القضاء يقتص من أمثال هولاء لتعرضهم للوطن بشكل سلبي.