صديقي.. ثمة تغيير يحدث في تفكير أفراد المجتمع، وإن بدا أنه غير مرئي للبعض، إلا أنه بدأ يغير في تعاطي السلطات مع بعض الأمور، ولست أدري من دفع للتغيير التعليم أم ثورة الاتصالات التي فتحت الفضاء فأصبح العالم قرية صغيرة؟ وإلى أن أجد إجابة على من المسؤول عن هذا التغيير، دعني أحدثك عن آخر تغيير التقطته. بالأمس القريب دهمت شرطة منطقة الرياض إحدى الشقق المفروشة والمجهزة بأجهزة كهربائية ومزودة بثماني بطاريات وأسلاك أعدها أحد مدعي الطب الشعبي لعلاج مرضاه، وألقت القبض عليه داخل الشقة بعد أن ألحق الضرر بأحد المرضى النفسيين. مع أن هؤلاء الدجالين في أوائل التسعينات وبعد أن نبتت القنوات الفضائية، كانوا أحد نجوم الفضاء، وكانت بعض القنوات تتنافس عليهم، وكان الدجالون قادرين على الظهور بالقنوات دون خوف من أن تتم مطاردتهم من قبل السلطات. مازلت أذكر تلك المناظرة بين أحد الدجالين وطبيب نفسي، كان ذاك الدجال مشهورا ومزحوما ولولا أن القناة دفعت له أموالا طائلة لما حضر، فيما الطبيب لم يدفع له جزءا مما قبضه الدجال. ذاك الدجال وبعد أن تعبت يداه من ضرب المرضى النفسيين المصابين ب(الصرع)، تحول إلى العصا الكهربائية التي تستعمل لفض الشغب من قبل الشرطة. وكان كل مرة يحضر له مريضا بالصرع، وما أن تبدأ حالات التشنج تصيبه إلا ويضع العصا الكهربائية عليه، فيغمى عليه فيما أهله يظنون أن الجني خرج منه وشفي، فيدفعون 500 ريال مع الكثير من الدعاء للدجال. اليوم لم يعد بعض الدجالين قادرين على الظهور في القنوات الفضائية، وبدأوا يعملون في الخفاء وبالسر، وبدأت الشرطة تطاردهم بمساعدة المواطنين. ألم أقل لك إن ثمة تغييرا وإن بدا غير مرئي، المهم أن يشرق الوعي يا صديقي؟ التوقيع: صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة