صديقي .. «لا تثق بأية فكرة لا تولد في الهواء الطلق، ولا تثق بأي فكرة لا تنطلق من عقل حر». ولأجل الله لا تفهم الحرية بشكل خاطئ يا صديقي، الحرية ضد الظلم ، فلا تطرح على أسئلتك الساذجة حول الحرية التي تشبه حرية الحيوان كأن يقتل حيوانا آخر أو يغتصبه أو يتحرش به أو يسرقه، فأنت إنسان. وهذا ما يجب عليك فهمه حين أحدثك عن الحرية، فلا تحضر الأشياء التي يتشابه فيها الإنسان مع الحيوان، لأن إحضارها يعني إلغاء خصوصية أنك إنسان حر، يعني إلغاء عقلك الذي تتميز به عن كل كائنات الأرض المسجونة بعقل بيولوجي يتوارثه جنس حيواني أبا عن جد دون أن يتطور، وغير قادر على صنع أية حضارة، فيما عقل الإنسان هو من صنع كل هذه الحضارات، ولكن حين تحرر، أو هكذا روى التاريخ قصص الحضارات. تبدأ الحضارة كفكرة في عقل حر، ثم تتحول الفكرة للممارسة فتولد الحضارة على يد أبنائها إذ يبدعون معرفيا. العقل الحر يا صديقي هو ضد الظلم، فيما العقل المستعبد للآخر يلد التخلف والظلم، لأن الآخر الذي قبل أن يستعبد عقلك، هو يؤمن بفكرة العبودية، وكان قد سبقك وتنازل عن عقله لمصلحة الآخر، وهكذا توقف العقل عن الإبداع، فانتقلت الحضارة إلى جهة أخرى تم فيها تحرير العقل. لهذا قلت لك: لا تثق بأية فكرة لا تنطلق من عقل حر، لأن العقل الحر ضد الظلم.. ضد العبودية.. ضد أن يسلبوا منك حرية اتخاذ القرار في حقوقك الشخصية. هل قلت لك: إن العقل الحر وحده قادر على التحرر من التخلف وتغييره، فيما العقل المستعبد لا يريد أن يتغير شيئا، لأن ثمة من أرعبه من «الحرية» إذ وصفها بالحيوانية، مع أن الحيوان لا يملك حرية التفكير؟ التوقيع: صديقك [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة