أوقفت شرطة التعديات في جدة الإزالة عن منزل مواطن سعودي عقب ثبوت وجود صلح قديم على صك أرض تصل مساحتها إلى 126 ألف متر مربع، كان مالكها السابق وافق على إفراغ جزء منها مقابل نصف مليون ريال لأحد شركائه، ولكنه لم يقم بذلك وباعها على رجل أعمال آخر طالب بإزالة المنزل. وفوجئ المواطن عقب اكتمال منزله الذي أقامه في أقصى جنوب شرق جدة وتحديدا في كيلو 14، بشرطة التعديات تطالبه بإخلاء المنزل الذي لم يتمتع بالسكن فيه أكثر من عام مع زوجته وطفليه اللذين لم يتجاوزا الأعوام الأربعة؛ بحجة وقوع منزله داخل صك زراعي بمساحة 126 ألف متر مربع ومملوك لرجل أعمال سعودي مما دعاه للترافع لإثبات حقه أمام القضاء. مالك المنزل فهد الحارثي الذي بدأت قصته عندما اشترى الأرض بموجب وثيقة تمليك قديمة من أحد مكاتب العقار المجاورة مثله مثل مئات المنازل الموجودة في نفس الموقع. ويقول المواطن «عدد من أصدقائي اشتروا في ذلك الحي بوثيقة تمليك ونصحوني بالشراء هنالك بمبلغ يصل إلى 80 ألف ريال مقابل أرض لا تتجاوز مساحتها 400 متر مربع، وهي التي تتجاوز أيامها نصف المليون ريال في المخططات السكنية، وما زاد ثقتي في الموقع تواجد العشرات من المنازل المأهولة بالسكان منذ عدة سنوات». ويواصل «منذ شراء الأرض جمعت كل ما أملك من أموال وبمساعدة الأصدقاء والاستدانة من القريب والبعيد نجحت في بناء المنزل بكلفة وصلت إلى 750 ألف ريال تقريبا، ومع الانتهاء من البناء وفي الوقت الذي كنا في غمرة الاحتفال مع أسرتي بالسكن الجديد، فوجئت بالاستدعاء من لجنة التعديات التي أفادت بضرورة إخلاء المنزل لهدمه بعد أن تقدم رجل الأعمال بصك زراعي يفيد بأنه يملك الموقع». ورغم علامات الدهشة التي غزت ملامح الحارثي غير مصدق بالأمر، إلا إنه اتجه إلى شرطة التعديات وطلبوا منه الإخلاء سريعا ليقوموا بإزالة المنزل الواقع داخل الصك، لكنهم توقفوا عن ذلك بعد أن تقدم بأوراق صلح بين الملاك السابقين تثبت وجود حق له في الأرض لم يثبت حتى الآن. ويضيف «اكتشف في ما بعد أن الحي الذي أقمت داخله منزلي تم تقسيمه وبيعه على رجلي أعمال أحدهما تمكن من استصدار صك زراعي على الحي بالكامل قبل ثمانية أعوام تقريبا، وبعد أن علم الآخر حاول استرجاع حقه ونجح بعد أن دفع نصف مليون ريال مقابل ذلك، ولكنه لم يفرغ الجزء الخاص به وتم إفراغ الصك لرجل أعمال آخر يطالب الآن بإزالة منزلي». الحارثي الذي لملم جراحه اتجه إلى المحكمة العامة في جدة لرفع قضية ضد مالك الأرض، متهما إياه باستصدار صك زراعي، خصوصا أن الموقع لم يسبق أن تمت زراعته منذ عشرات السنين، ولكن المفاجأة رفض المحكمة استقبال الدعوى بدعوى عدم الاختصاص ما دعاه لتوكيل محامٍ بدأ جمع الأوراق والمستندات للترافع ضد الصك الزراعي ومطالبا بإلغائه. وكشف ل «عكاظ» مدير شرطة التعديات في جدة العقيد عبدالعزيز الزعاقي عن إيقاف الإزالة مؤقتا لحين التأكد من بعض الأوراق الثبوتية، مضيفا «وقفت بنفسي على المنزل الذي يسكنه الحارثي وأطفاله، وقد تقدم إلينا بورقة صلح أمس، تثبت أن الملاك السابقين للأرض اتفقوا على تقسيمها، لكن ذلك لم يتم، ورغم حضور الشاهدين إلا أنني طلبت ضرورة إحضار مالك الصك الأصلي للتأكد من حقيقة الصلح.