لا تصدقوا أبدا أن هناك حرية اختلاف في الرأي، فحتى الذين يرفعون شعارات قبول الآخر هم أول من يسعى لإقصاء خصومهم وتكميم أفواههم، وخاصة المثقفين الذين تعايشوا طويلا مع تناقضاتهم حتى باتت جزءا منهم وباتوا هم جزءا من كذبة الحرية وقبول الرأي الآخر التي لا يرونها إلا من خلال عدسة مصابة بعمى الألوان ! ولو كان الأمر يتعلق بفلسفة وجدانية أو ترانيم ثقافية لا تتجاوز محيط صاحبها لما اكترث أحد، لكن عندما يتعلق الأمر بممارسة الوصاية على المجتمع وارتقاء رأس الجبل لتحويله إلى منبر توجيه لأفراد المجتمع يحمل صدى أقواله التي تردد شعارات الحرية واحترام التنوع والتعددية في الوقت الذي تكشف أفعاله عن نقيضها فهذه حالة نفاق هي أقرب للعهر الفكري ! وتصبح المسألة كارثية عندما يتقمص هذا المثقف المتورم دور المصلح السياسي الذي يمنح صكوك الوطنية ويحجبها أو المرشد الاجتماعي الذي يمنح صكوك المواطنة ويمنعها، فيمارس دور الدكتاتور، الذي يحاربه في الظاهر ويتقمصه في الباطن، فمن اتبعه فهو على جادة الصواب ومن اختلف معه لم يجعله على جادة الخطأ الذي يحتمل الصواب بل ألبسه ثوب الخطيئة التي لا مغفرة بعدها ! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة