إذا استقرت (الموهبة) في داخل أي شخص لتصبح (طاقة كامنة) ولا تجد من يتبناها وينميها ويطورها (وليس ذلك قصورا من الشخص الذي يعرف موهبته) ولكني أقصد من ذلك المجتمع الذي كثيرا ما يحول بين المرء وموهبته وقد يكون ذلك إما من أقرب الأقربين كالوالدين مثلا أو ممن يملكون سلطة في مجال موهبة ذلك الشخص فلا ينظرون إلى الموهبة كموهبة إنما ينظرون إليها بشكل شخصي، ومن هذه العوامل الكثيرة ومن خلال تلك الكتائب الخاصة لمحاربة المواهب قد نصل إلى مرحلة نفتقد فيها الشخص الموهوب كليا وذلك لأن كثرة محاولة إبرازه لموهبته مع تكرار رفضها والمماطلة في استقباله من المجتمع قد يؤدي إلى خمول تلك الطاقة بل وسيؤثر ذلك نفسيا على الشخص الموهوب مما يؤدي وبشكل لا شعوري إلى تأثر عمله وأدائه الوظيفي والمهني في مجال عمله وبذلك نكون قد خسرنا جميعا موهبة وعملا في آن واحد. لقد مل المتلقي و(طفش) من تكرار نفس الأصوات ونفس الوجوه التي تحمل نفس الملامح والتعبيرات على مدار أعوام وعقود وذلك كله خوفا من تبني إحدى المواهب التي قد تصل في يوم من الأيام إلى درجة أعلى من تلك التي هو عليها كل من يقف ضد إبراز المواهب. وعندما يتم اللقاء بهم في إحدى وسائل الإعلام نسمعهم يرددون وبصوت عال (لا يوجد لدينا كوادر سعودية.. ولا يوجد لدينا كتاب سعوديون.. ولا ممثلون) كما أنهم يناقضون أنفسهم بقولهم (نحن نفتح الباب والمجال لكل من يرغب في إظهار موهبته وصقلها) والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.. ولا يشترط أن يكون فقط التلفاز والفضائيات والإذاعة والملاعب حاضنات وحيدة للمواهب، وليس الموهوب من ينتمي نشاطه لتلك الجهات، ولكن قد يكون الشخص موهوبا في مجال الهندسة أو التعليم أو الطيران. م. وائل عبد الرحمن باداوود