تعاني أحياء جنوبي عروس البحر الأحمر، من تلوث بيئي حاد أسهم في تكوين بؤر متعفنة، أدت إلى إحداث بيئات نشطة لتكاثر الحشرات وانتشار الأمراض المعدية، التي يمكن أن تتطور إلى وبائية، على حد وصف مراقبين بيئيين. وتتواجد كميات كبيرة من مياه الأمطار، وطفوحات شبكات التصريف، التي كونت بحيرات في أجزاء مختلفة من الأحياء، دون سحبها من قبل الجهات المختصة، ما ترتب على ذلك اختلاطها بكل ما هو قريب منها، من بينها النفايات، وبواقي الأطعمة، وتعرض المواد الغذائية المكشوفة لها، فيما حذر المراقبون من تفاقم الوضع البيئي في حيي غليل والكرنتينة، على حد سواء، خصوصاً أن الإهمال واضح من قبل الجهات المختصة. من جهتها، رفضت أمانة محافظة جدة، وشركة المياه الوطنية، في وحدة أعمال جدة، التعليق على الوضع البيئي الراهن في جنوبي المحافظة، ما يؤكد «اللامبالاة في الجهتين حيال ما يحدث في أحياء الجنوب خصوصاً» حسب رأي عدد من السكان . غير أن كلتا الجهتين تستدرك بقولهما «نعمل وفق خطط وآليات لنزح المياه في كافة أنحاء محافظة جدة كلا حسب الأولوية»، بيد أن الوضع البيئي في جنوبجدة يمنحها حق الأولوية دون منازع، على حد وصف المراقبين. من جهتهم، تخوف عدد من القاطنين في حيي غليل، والكرنتينة، من الوضع البيئي المجاور لمساكنهم، خصوصاً بعد أن شهد الحيان حالات مرضية من بينها حمى الضنك، والتي تسببت بها البيئة المحيطة في تواجد البعوض الناقل للمرض، فضلا عن أن مردما للنفايات الخاص بأمانة جدة لا يبعد سوى أمتار عن بعض المنازل. واستشهد القاطنون بعدم تحرك الجهات المعنية لسحب المياه، وإهمال شركات النظافة المتعهدة في نظافة حييهم، حيث يقول عبدالرحمن البسيسي أحد سكان حي الكرنتينة ، «أستغرب عدم تحرك الإدارات المعنية في أمانة جدة وشركة المياه الوطنية لمعالجة الوضع الكارثي في أحيائنا، خصوصاً أن هذا الوضع قائم منذ فترة زمنية تجاوزت الشهر»، مطالبا محافظة جدة بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على الوضع البيئي في جنوبجدة، وتخصيص كافة الطاقات البشرية والمادية لمعالجتها كون البيئة لم تعد صالحة للعيش الآدمي بتاتاً. ويقول عبدالله الغامدي أحد مراجعي مستوصف خاص في حي غليل، على كافة حدود المستوصف تتكوم المياه الراكدة، دون أي اعتبار لحالة المرضى الصحية داخل المستوصف، ما أوجد الكثير من الحشرات داخله من بينها البعوض والذباب، فضلا عن الجرذان بشكل مكثف وهذا ما ينبئ عن ظهور أمراض وبائية ربما تتسبب في مشكلات صحية للسكان.