فجع اللواء علي الغامدي مدير شرطة جدة بموت ابنه أحمد وعلى الرغم من لقاءات محدودة جمعتني به إلا أن حديثه وتناوله للقضايا فيه شيء كبير من العمق وعنده دراية بالتجربة الحياتية، وقد عرف عنه دماثة الأخلاق ولاشك أن فقد أي قريب مؤلم فكيف إذا كان هذا القريب هو من فلذات الأكباد، وتاريخنا العربي والإسلامي موجع بفقد الأبناء والبنات ونبي هذه الأمة ناله من هذا الفقد الشيء الكثير حيث توفي جميع أبنائه وبناته قبله ماعدا فاطمة الزهراء. رضي الله عنها وفي كل مرة تدمع عينه ويرق قلبه ويحيط به الألم من كل ناحية ومع هذا لا يقول عليه الصلاة والسلام إلا ما يرضي الرب. وزار يوما حمام الموت منزل ابن الرومي وطاف بغرفه ومداخله ومخارجه بحثا عن ابنه محمد تحديدا ليخطفه من بين أهله وذويه حتى لقد اتهمه ابن الرومي بأنه يتعمد الخطف وأخذ حبات القلوب وإلا لماذا يتوخى أوسط الصبية وواسطة العقد: ألا قاتل الله المنايا ورميها من القوم حبات القلوب على عمد توخى حمام الموت أوسط صبيتي فلله كيف اختار واسطة العقد لقد كان الابن أحمد علي الغامدي مبحرا في حياته يتلقى العلم في أمريكا فطواه الردى وهو في غربته وقد ورد في الحديث أن الغريب إذا مات يحتسب عند الله شهيدا. ولاشك أن والدته ووالده كانا معلقين الآمال على نجاحه ومستقبله تماما كما الحال في ابن الرومي مع ابنه محمد: طواه الردى عني فأضحى مزاره بعيدا على قرب قريبا على بعد لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها واخلفت الآمال ماكان من وعد يأتي الموت أحيانا سريعا يخطف الورقة وهي خضراء، ريانة بالماء، ممتلئة بالهواء، كلها حيوية ونشاط وهذه سنة من سنن الله في الحياة حيث الآجال مرسومة كما قال تعالى: (وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وماتدري نفس بأي أرض تموت). والموت باب كل الناس داخله. أحسن الله خاتمتنا جميعا. لقد اتسمت روح أبي أحمد بالرضا واتصفت بالصبر وتحرك إيمانه الذي يملأ جنبات قلبه لنسمعه يردد قوله تعالى: (إنا لله وإنا إليه راجعون) ولقد لمحت في محياه عند تعزيته ما يقرر مقولة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: «لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر»، فطب نفسا أخي الكريم إذا حكم القضاء ولا أراك الله مكروها، وجعله آخر الأحزان وأعظم أجرك دنيا وآخرة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة